سمع الخطيب وأبا الحسين بن النَّقور وأبا الفرج محمد بن علاّن الخازن وغيره ؛ ورحل إلى الشام وسمع من جماعة . وسلمت حواسُّه وكان يكتب خطًّا مليحاً سريعاً على كبر سنّه . قال : وسمعتُ يوسف بن محمد بن مقلَّد يقول : كنتُ أقرأ على الشريف عمر جزءاً فمر بي حديثٌ فيه ذكر عائشة فقلت : Bها فقال لي الشريف : تدعو لعدوّة علي أو تترضَّى على عدوّة علي ؟ فقلت : حاشا وكلاّ ما كانت عدوّة علي . وسمعتُ أبا الغنائم بن النَّرسي يقول : كان الشريف عمر جاروديَّ المذهب لا يرى الغُسْلَ من الجَنابة .
وله تصانيف منها شرح اللُّمَع . قال أبو طالب بن الهراس الدمشقي - وكان حجَّ مع أبي البركات - إنَّّ صرَّح بالقول بالقدر وخلق القرآن فاستعظم ذلك أبو طالب منه وقال : إنَّ الأئمَّة على غير ذلك ؛ فقال له : إنَّ أهل الحقّ يُعرفون بالحق ولا يُعرف الحقُّ بأهله . وقد تقدَّم ذكر والده إبراهيم .
جمال الدين العقيقي .
عمر بن إبراهيم بن حُسين بن سلامة بن الحسين الإمام الأديب المسند المعمَّر جمالُ الدين أبو حفص الأنصاري العقيمي الرَّسعني . ولد برأس عين سنة ست وست مائة وتوفِّي سنة تسع وتسعين وست مائة .
ذكر أن الكندي أجاز له وأنَّ الاستدعاء كان بخط الموفَّق وإنَّما ذهبتْ منه أيامَ هولاكو . سمع عليه الشيخ شمس الدين والجماعة وسمع من المجد القزويني وابن رُوزبَه وأبي القاسم بن رواحة . وقدم دمشق مع شبيبته وسمع من ابن الزَّبيدي وعبد السلام بن أبي عَصرون ومحمود بن قرقين والضياء الحافظ . وقرأ العربية وبرع في الشعر والإنشاء . كان يُذكر في الأيام الناصرية ويُعَدُّ في الشعراء وكتب عنه الصاحب كمال الدين بن العديم . وتنقَّل في الخدم وكان موصوفاً بالدين والأمانة وانتهت إليه مشيخة الشعر وفنونه .
روى عنه الدِّمياطي في معجمه وابن الصَّيرفي والمُقاتلي وطائفة . وعقيمة قرية من سِنْجار . اتفق حضور شخصٍ من مصر يُعرف بشهاب الدين بِلاخُصا وولي نظر العمائر والسكّر وكان مُطَيلساً وكان عنده شابٌّ مليح يحمل دواته . وكان يسكن جوار الملك الزاهر بن صاحب حمص فأفسد الزاهر الشابَّ المذكور ووعده بخبز فترك شهاب الدين بِلاخُصا وخدم الزاهر فلقي عنده كلَّ سوء ولم يشبع الخبز . فقال جمال الدين العقيمي فيه : .
يا شادناً ضلَّ السبيلَ لرُشده ... وعصى العذولَ سفاهةً فيمن عَصَى .
قد كنتَ عند بِلاخُصا في نعمةٍ ... فتركتهُ سَفَهاً وجئتَ إلى خُصَى .
ومن شعره : .
عيونَ المها منِّي إليكِ رسولُ ... نسيمٌ سرى بالواديين عليلُ .
إِذا ما انبرى يروي عن الروض نشره ... يُقَبِّلُ بُرديه صَباً وقُبولُ .
وإن هبَّ معتلاًّ لبثِّ صبابتي ... تَفَهَّمْ حديث الوجد فهو يطولُ .
وإن مالَ بانَ السفحُ عن أيمن الحمى ... فما مال إلاَّ أنَّه ليقولُ .
حديثاً رواه البانُ عن نسمة الصَّبا ... ومن حَزَني أنَّ النسيمَ رسولُ .
قلتُ : عكس هذا الشاعر المعنى ؛ لأنَّ الصبا هي التي تروي عن البان .
نجم الدين البَهْنَسي .
عمر بن إبراهيم بن عِمران البهنسي نجم الدين . اشتغل بمصر وحضر مع أخيه من أُمّه عماد الدين المهلَّبي إلى قُوص وتولَّى الحكم بهُوّ وبإسنا وأُدفو . وكان فقيهاً وله أدبٌ وخطٌّ حسن ودرَّس بالمدرسة العزّيَّة بإسنا وأقام قاضياً بإسنا وأُدفو أكثر من سبع سنين ؛ قال الفاضل كمال الدين جعفر الأُدفُوي : على طريقة مرضيَّة . ووقعتْ بإسنا تَرِكة عبد الملك بن الجبان الكارمي فطُلب بسببها إلى القاهرة فحصل له فوفٌ شديد فمرض بالبُلْيَنا فرجع إلى قوص وتوفي بها سنة عشر وسبع مائة وله من العمر ثمانٍ وأربعون سنة .
الناسخ .
عمر بن إبراهيم بن عبد الرحمن المعروف بالناسخ . ولد بدرب الديباج بمصر حادي عشر المحرَّم سنة ثلاث وخمسين وست مائة وسمع من الحافظ أبي حامد محمد بن الصابوني . أجاز لي بخطّه سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مائة بالقاهرة .
كمال الدين بن العجمي