جمال الدين الأرمنتي محمد بن الحسين بن محمد بن يحيى الأرمنتي جمال الدين كان من الروساء الأعيان لطيف الذات كامل الصفات نهاية في الكرم حتى أفضى به ذلك إلى العدم فقيهاً فاضلاً أديباً ناظماً ناثراً أخذ الفقه عن الشيخ بهاء الدين هبة الله القفطي والشيخ جلال الدين أحمد الدشنائي والأصول عن الشيخ شهاب الدين القرافي والشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الخطيب الجزري وأصول الدين والمنطق عن بعض العجم وذكر للشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد فقال : الفقيه ابن يحيى ذكي جداً كريم جداً فاضل جداً وتولى الحكم بادفو وقمولاً وناب في الحكم بقوص وبنى بأرمنت مدرسة ودرس بها وتوفي بأرمنت C سنة إحدى عشرة وسبع ماية ومن شعره : .
عريب النقى قلبي بنار الجوى يكوى ... وجيدي عنكم دايم الدهر لا يلوى .
ولي مقلة تبكي اشتياقاً إليكم ... ولي مهجة ليست على هجركم تقوى .
نشرتم بساط البعد بيني وببنكم ... ألا يا بساط البعد قل لي متى تطوى .
بعادكم والله مر مذاقه ... وقربكم أحلى من المن والسلوى .
الموفق خطيب أدفو محمد بن الحسين بن تغلب موفق الدين الأدفوي خطيب أدفو كان له كرم وفتوة وكان له مشاركة في الطب وله شعر ونثر وخطي ويعرف التوثيق ويكتب خطاً حسناً قال كمال الدين جعفر الأدفوي : رأيته مرات وكان يأتي إلى الجماعة أصحابنا أقرابه فيسمعهم يشتمونه فيرجع ويأتي من طريق أخرى حتى لا يتوهموا أنه سمعهم ووقفت له على كتاب لطيف تكلم فيه على تصوف وفلسفة وكان وصياً على ابن عمه وعليه ثمر للديوان وقف عليه منه للديوان خمسة وعشرون إردبا فشدد الطلب عليه فتقدم الخطيب إلى الأمير وأنشد : .
وقفت علي من المقرر خمسة ... مضروبة في خمسة لا تحقر .
من ثمر ساقية اليتيم حقيقة ... ليت السواقي بعدها لا تثمر .
حمت النصارى بينهم رهبانهم ... وأنا الخطيب وذمتي لا تخفر .
واجتمع يوماً جماعة بالجامع وعموا طعاماً وطلبوا المؤذن جعفرا ولم يطلبوا الخطيب فبلغه ذلك فكتب إليهم أبياتاً منها : .
وكيف ارتضيتم بما قد جرى ... صحبتوا المؤذن دون الخطيب .
أمنتم من الأكل أن تمرضوا ... ويحتاج مرضاكم للطبيب .
وكان يمشى إلى الضعفاء والرؤساء ويطبهم بغيره أجرة وتوفي C سنة سبع وتسعين وست ماية .
شمس الدين الغوري محمد بن الحسين الشيخ شمس الدين الغوري الحنفي المدرس وقع في لسان الفخر عثمان النصيبي وجعل يمسخر بحكاياته ووقايعه يزيد في بعضها من مضحكاته ولقد حكى مرة عنه واقعة تنمر لها تنكز نايب الشام ورسم بقتله بالمقارع وما خلص من ذلك إلا بالجهد والدماشقة يحكون عنه وقايع مشهورة التداول بينهم توفي سنة إحدى وعشرين وسبع ماية .
ابن الحشيشي محمد بن الحشيشي شمس الدين الموصلي الرافضي قال الشيخ شمس الدين الذهبي ومن خطه نقلت : حدثني الإمام محمد بن منتاب أن عز الدين يوسف الموصلي كتب إليه وأراني كتابه قال : كان لنا رفيق يشهد معنا في سوق الطعام يقال له الشمس بن الحشيشي كان يسب أبا بكر وعمر رضى الله عنهما ويبالغ فلما ورد شأن تغيير الخطبة إذ ترفض القان خربندا افترى وسب فقلت : يا شمس قبيح عليك أن تسب وقد شبت مالك ولهم وقد درجوا من سبع ماية سنة والله يقول : تلك أمة قد خلت فكان جوابه : والله إن أبا بكر وعمر وعثمان في النار قال ذلك في ملأ من الناس فقام شعر جسدي فرفعت يدي إلى السماء وقلت : اللهم يا قاهر فوق عباده يا من لا يخفى عليه شيء أسألك بنبيك إن كان هذا الكلب على الحق فأنزل بي آية وإن كان ظالماً فأنزل به ما يعلم هؤلاء الجماعة أنه على الباطل في الحال فورمت عيناه حتى كادت تخرج من وجهه واسود جسمه حتى بقي كالقبر وانتفخ وخرج من حلقه شيء يصرع الطيور فحمل إلى بيته فما جاوز ثلثة أيام حتى مات ولم يتمكن أحد من غسله مما يجري من جسمه وعينيه ودفن وقال ابن منتاب : جاء إلى بغداد أصحابنا وحدثوا بهذه الواقعة وهي صحيحة وتوفي سنة عشر وسبع ماية .
ابن حماد .
محمد بن حماد بن شبابة بغدادي يقول لسهل بن صاعد : .
أجارتنا بان الفريق فابشري ... فما العيش إلا أن يبين خليط