سئلت عائشة Bه فقالت كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه ولا ينتقم لنفسه ولا يغضب لها إلا أن تنتهك حرمات الله فيغضب لله وإذا غضب لم يقم لغضبه أحد وكان أشجع الناس وأسخاهم وأجودهم ما سئل شيئاً فقال لا ولا يبت في بيته دينار ولا درهم فإن فضل ولم يجد من يأخذه وفجئجه الليل لم يرجع إلى منزله حتى يبرأ منه إلى من يحتاج إلايه لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت أهله عاماً فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير ثم يؤثر من قوت أهله حتى ربما أحتاج قبل انقضاء العام انتهى وكان من أحلم الناس وأشد حياء من العذراء في خدرها خافض الطرف نظره الملاحظة وكان أكثر الناس تواضعاً يجبي من دعاه من غنى أو فقير أو حر أو عبد وكان ارحم الناس يصغي الإناء للهرة وما يرفعه حتى تروى رحمة لها وكان أعف الناس وأشدهم إكراماً لأصحابه لا يمد رجليه بينهم ويوسع عليهم إذا ضاق المكان ولم تكن ركبتاه تتقدمان ركبة جليسه له رفقاء يحفون به إن قال انصتوا له وأن أمر تبادروا لأمره ويتحمل لأصحابه ويتفقدهم ويسأل عنهم فمن مرض عاده ومن غاب دعا له ومن مات استرجع فيه واتبعه الدعاء له ومن تخوف أن يكون وجد في نفسه شيئاً انطلق إليه حتى يأتيه في منزله ويخرج إلى بساتين أصحابه ويأكل ضيافتهم ويتألف أهل الشرف ويكرم أهل الفضل ولا يطوى بشره عن أحد ولا يجفو عليه ويقبل معذرة المعتذر إليه والضعيف والقوى عنده في الحق سواء ولا يدع أحداً يمشي خلفه ويقول خلوا ظهري للملائكة ولا يدع أحداً يمشي معه وهو راكب حتى يحمله فإن أبي قال تقدمني إلى المكان الفلاني يخدم من خدمه ولاه عبيد وإماء لا يرتفع عنهم في مأكل وملبس قال أنس بن مالك Bه خدمته نحواً من عشر سنين فو الله ما صحبته في حضر ولا سفر لا خدمه إلا كانت خدمته إلى أكثر من خدمتي له وما قال لي أف قط ولا قال لشيء فعلته لم فعلت كذا ولا لشيء لم أفعله ألا فعل كذا وكان A في سفر فأمر بإصلاح شاة فقال رجل يا رسول الله على ذبحها وقال آخر على سلخها وقال آخر على طبخها فقال رسول الله A وعلى جمع الحطب فقالوا يا رسول الله نحن نكفيك فقال قد علمت أنكم تكفونني ولكني أكره أن أتميز عليكم فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه وقام فجمع الحطب وكان ي سفر فنزل إلى الصلاة ثم كر راجعاً فقيل يا رسول الله أين تريد فقال اعقل ناقتي فقالوا نحن نعلقها قالا لا يستعن أحدكم بالناس ولو في قضمة من سواك وكان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث انتهى به المجلس ويأمر بذلك ويعطى كل جلسائه نصيبه لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه وإذا جلس إليه أحدهم لم يقم A حتى يقوم الذي جلس إليه إلا أن يستعجله أمر فيستأذنه ولا يقابل أحداً بما يكره ولا يجزى السيئة بمثلها بل يعفو ويصفح وكان يعود المرضى ويحب المساكين ويجالسهم ويشهد جنائزهم ولا يحقر فقيراً لفقره ولا يهاب ملكاً لملكه يعظم النعمة وإن قلت لا يذم منها شيئاً ما عاب طعاماً قط أن اشتهاه أكله وألا تركه وكان يحفظ جاره ويكرم ضيفه وكان أكثر الناس تبسماً وأحسنهم بشراً لا يمضي له وقت في غير علم الله أو في ما لابد منه وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون فيه قطيعة رحم فيكون أبعد الناس منه يخصف نعله ويرفع ثوبه ويركب الفرس والبغل والحمار ويردف خلفه عبده أو غيره ويمسح وجه فرسه بطرف كمه أو بطرف ردائه وكان يحب الفأل ويكره الطيرة وإذا جاءه ما يحب قال الحمد لله رب العالمين وإذا جاءه ما يكره قال الحمد لله على كل حال وإذا رفع الطعام من بين يديه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وآوانا وجعلنا مسلمين وأكثر جلوسه مستقبل القبلة يكثر الذكر ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ويستغفر في المجلس الواحد مائة مرة وكان يسمع لصدره وهو في الصلاة أزيز كازيز المرجل من البكاء وكان يقوم حتى ترم قدماه وكان يصوم الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر وعاشوراء وقلما كان يفطر يوم الجمعة وأكثر صيامه في شعبان وفي الصحيحين رواية أنس كان رسول الله A يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وكان عليه السلام تنام عيناه ولا ينام قلبه انتظاراً للوحي وإذا نام نفخ ولا يغط وإذا رأى في