علي بن محمد بن منصور بن أبي القاسم بن مختار بن أبي بكر القاضي زيد الدين أبو الحسن بن القاضي أبي المعالي أخو القاضي العلاّمة ناصر الدين ابن المنيِّر . تقدم ذكر أخيه . وكان هذا زين الدين صدراً جليلاً محتشماً وافر الحُرمة مليح الصورة حسن البِزَّة كامل الفضيلة . ولي قضاء الثغر مدةً وأفتى وصنَّف ودرَّس قال الشيخ شمس الدين : روى لنا الأربعين السِّلفيَّة عن يوسف بن المَخيلي . وولد سنة تسع وعشرين وست مائة وتوفي سنة خمس وتسعين وست مائة يوم عيد الأضحى . وحدّث بمكة والثغر .
الطبري الأشعري .
علي بن محمد بن المهدي أبو الحسن الطبري المتكلّم الأشعري . حصب الشيخ أبا الحسن وتخرَّج به . وصنَّف التصانيف وتبحَّر في علم الكلام . وهو مصنِّف كتاب مشكل الأحاديث الواردة في الصفات . توفي في حدود الثمانين وثلاث مائة .
محيي الدين القرميسيني الشافعي .
علي بن محمد بن مهران بن علي بن مهران الإمام محيي الدين أبو الحسن القرميسيني ثمَّ الإسكندري الفقيه الشافعي . ولد سنة سبع وستين وخمس مائة وتوفي سنة إحدى وأربعين وست مائة . وأتقن المذهب وتأدب وقال الشعر وأفتى ودرَّس بالثغر وتخرَّج به جماعة وكان ديِّناً صيِّناً .
الوزير ابن الفرات .
علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات أبو الحسن بن أبي جعفر الكاتب من أهل هُمَيْنيا قرية بين بغداذ وواسط وقال الصولي : هو من قرية بابلا قريبة من صَريفين . تولّى أمر الدواوين أيّام المكتفي . ولما أفضت الخلافة إلى المقتدر أخيه ووزيره العباس بن الحسن بقي ابن الفرات على ولايته . فلما وقعت فتنة ابن المعتزّ وقتل العباس ولاّه المقتدر الوزارة سنة ست وتسعين ومائتين وفوَّض إليه الأمور كلَّها فسار بالعدل والإحسان والعفو عن الجُناة والإفضال . وكان أخوه أحمد أكبر سنًّا منه وأرفع طبقةً في الآداب والعلوم . وأبو الحسن هذا يتقدَّم أخاه في الحساب والخراج وله فيه مصنَّف . وكان له ثلاثة أولاد : أبو أحمد المُحَسِّن وأبو نصر الفضل والحسين . وعزل عن الوزارة سنة تسع وتسعين . وكانت وزارته ثلاث سنين وثمانية أشهر وثمانية عشر يوماً وأعيد إلى الوزارة ثانياً بعد عزل علي بن عيسى ؛ ثمَّ عزل . وكانت وزارته الثانية سنةً واحدة وخمسة أشهر وتسعة عشر يوماً . وولي حامد بن العباس . ثمَّ إنه أعيد إلى الوزارة مرةً ثالثة . وولَّى المحسِّن ولده أمرَ الدواوين فبسط يده وصادر الناس وعذَّبهم حتَّى هلكوا . وجاهر الأكابر بالعداوة ؛ فعُزل أبوه . وكانت وزارته الثالثة عشرة أشهر وثمانية عشر يوماً . ووصل الشعراء في وزارته الثالثة بعشرين ألف درهم وأطلق لطلاب الحديث والآداب عشرين ألف درهم . وكان رجلٌ من أرباب الحوائج قد اشترى خبزاً وجبناً وأكله في الدهليز فبلغ الوزير فأمر بنصب مطبخ لمن يحضر من أرباب الحوائج ؛ ولم يزل طول أيامه . وما ردَّ أحداً قطُّ عن حاجة إلاَّ وعلّق أمله ؛ إما يقول : عاودني أو أعوِّضك أو تمهَّل قليلاً أو شيئاً من هذا . وكان يُجري على خمسة آلاف من الناس ؛ وأقلُّ جاري أحدهم خمسة دراهم ونصف قفيز دقيق إلى مائة دينار وعشرة أقفزة في كل شهر .
ومن شعره ولم يوجد له غيرهما : .
معذِّبتي هل لي إلى الوصل حيلةٌ ... وهل لي إلى استعطاف قلبكِ من وجهِ .
فلا خيرَ في الدنيا وأنت بخيلةٌ ... ولا خيرَ في وصلٍ يكون على كَرْهِ .
وأورد له هلال بن المُحسِّن في كتاب الوزراء : .
خليليَّ قد أمسيتُ حيران موجَعا ... وقد بان شَرخٌ للشباب فودَّعا .
ولا بدَّ أن أُعطي اللذاذة حقَّها ... وإن شاب رأسي في الهَوَى وتصلَّعا .
إِذا كنتُ للأعمال غيرَ مُضيِّعٍ ... فما حقُّ نفسي أن أكون مضيَّعا .
وكان كثير المواهب والصلات . وإنما في وزارته الثالثة سلّط ابنه المحسِّن على الناس وكان سبب هلاكهما على ما سيأتي في ترجمة المحسِّن . ولمَّا قبض عليه سُلِّما إلى نازوك فضرب عنق ابنه وأحضر إلى أبيه فلما رآه ارتاع . ثمَّ ضربت عنق أبيه وحمل رأساهما إلى المقتدر وغُرِّق جسداهما . ثمَّ بعد أيامٍ رمي برأسيهما في دجلة وذلك سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة .
وقال أحمد بن إسحاق البهلول لما أمسك بن الفرات :