علي بن محمد بن عيسى بن المؤمَّل أبو الحسن الفقيه الشافعي المعروف بابن كرّاز بكاف وراء مشدَّدة وبعد الألف زاي . من أهل واسط ورد بغداذ شاباً وقرأ القرآن على الشريف عبد القاهر بن عبد السلام العباسي وعلى غيره والفقه على إلْكِيا الهرّاسي وناظر وتكلَّم في مسائل الخلاف . وسمع بواسط من أبي الفضل بن العجمي وأبي غالب محمد بن حمد الخازن البغداذي . وسمع بالبصرة وتولّى القضاء ببادَرايا ونواحي الجبل . وتوفي سنة خمس وأربعين وخمس مائة .
مجد العرب العامري .
علي بن محمد بن غالب أبو فراس العامريّ المعروف بمجد العرب . شاعر جال ما بين العراق والشام ومدح الملوك والأكابر ولبس أخيراً لُبْسَ الأتراك . وتوفي بالموصل سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة . ومن شعره : .
أمُتْعِبَ ما رَقَّ من جسمِهِ ... بحمل السيوف وثقل الرماحِ .
علامَ تَكلَّفْتَ حُملانَها ... وبين جفونكَ أمضى السلاح .
ومنه : .
كلِفتُ به وقلتُ : بياضُ وجهٍ ... فقيل : أسأتَ فاكْلَفْ بالنهار .
فلما حفَّ بالإصباحِ ليلٌ ... وعذَّر قام عُذْري بالعِذار .
ومنه : .
فارقْ تجدْ عِوضاً عمّن تفارقُهُ ... في الأرض وانصب تُلاقِ الرَّفْهَ في النَّصَبِ .
فالأُسْدُ لولا فراقُ الخيس ما فَرَسَتْ ... والسهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يُصِبِ .
ومنه : .
وفاتن الخَلقِ ساحرِ الخُلُقِ ... مُنْتَطقٍ حيث حلَّ بالحَدَقِ .
خِفْتُ ضَلالاً في ليلِ طُرَّتِهِ ... فناب لي وجهُهُ عن الفَلَقِ .
بات ضجيعي وبتُّ مُعْتَنِقاً ... لطيفَ كشحٍ شهيَّ مُعْتَنَقِ .
وقد خفينا عن الرقيب فما ... نمَّ بنا غيرُ نشرهِ العَبِقِ .
قلت : شعر متوسط .
ابن النصير كاتب الحكم .
علي بن محمد بن غالب بن مرّي العَدْلُ الفقيه المحدّث كاتب الحُكم علاء الدين أبو الحسن بن الإمام نصير الدين بن القاضي كمال الدين الأنصاري الدمشقي الشافعي . مولده سنة خمس وأربعين وست مائة . وروى الشاطبية بسماعه بقوله من ابن الكمال الضرير وسمع بدمشق من ابن عبد الدائم وابن أبي اليُسر وعدّة وطلب الحديث وقرأ النحو على ابن مالك وقرأ كتباً وأجزاء . وكان يعرف نحواً وحساباً وشروطاً ؛ وحصَّل من الشروط مالاً كثيراً . وتوفي سنة خمس وعشرين وسبع مائة .
ابن غُلَيْسٍ الصالح .
علي بن محمد بن غُلَيْس - بضم الغين وفتح اللام وسكون الياء آخر الحروف وبعدها سينٌ مهملة - أبو الحسن الزاهد من أهل اليمن . كان رجلاً من الرجال ؛ طوَّف البلاد ما بين الحجاز واليمن وصحب الأولياء وله مجاهدات ورياضات شديدة وقوة على الجوع والعطش والسهر ومقاساة البراري والقفاز والجبال . ظهرت كرامتُه وأطلع الله عباده على أحواله . قدم بغداذ سنة ست وتسعين وخمس مائة ودوَّن الناس كلامه وسمعوا منه . قال : قال لي شيخي علي بن عبد الرحمن الحدّاد : من اعتقد أنه يصل إلى الله بعلمه فهو مُتَمَنٍّ ومن اعتقد أنه يصل بعلمه فهو مُتَعَنٍّ لكن اعملْ وانسَ فلكَ من لا ينسى . قال : وحفظت منه هذا الدعاء : يا من لوجهه عَنَتِ الوجوه بيِّض وجهي بالنظر إليك واملأ قلبي من المحبَّة لك وأجِرْني من زلَّة التوبيخ ؛ فقد آنَ لي الحياءُ منك وحان لي الرجوعُ عن الإعراض عنك . لولا حِلمُك لم يسعني عملي ولولا عفوك لم ينبسط فيما لديك أملي فأسألك بك أن تغفر لي وتختار لي ما لم أختره لنفسي وتفعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله إنك أهل التقوى والمغفرة . اللهم صلَّ على محمد وآله .
وتوفي بدمشق ليلة سابع عشر شهر رمضان سنة ثمانٍ وتسعين وخمس مائة . وكان يكتب : خادمه عليّ بن غليس الذي لا يسوى فُلَيْس . ومن شعره : .
ألا قلْ لمن كان يهوى سوانا ... هواهُ حرامٌ ولكن هوانا .
ومن كان يبغي رضا غيرنا ... له الويلُ أخطا ولكن رضانا .
ألا قف وخيِّم على بابنا ... تَرَ الخيرَ مِنّا جِهاراً عيانا .
المِلْحيّ الشاعر