راحوا بقلبي وخلَّفوا جسداً ... جار عليه السَّقام مذ جاروا .
أحبُّ نجداً إن أنجدوا فإذا ... غاروا فعندي للغور إيثارُ .
لا عذرَ لي في الحياةِ بعدهمُ ... النارُ في حبِّهم ولا العارَ .
ابن المهدي .
علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس . هو أخو موسى الهادي وهارون الرشيد أولاد المهدي . لمَّا انصرف الرشيد من غزوة الروم سنة ست وستين ومائة عقد له المهدي العهدَ بعد أخيه موسى الهادي وسمّى هارونَ الرشيدَ وبايعه الناس ثمَّ عقد مِن بعده لعلي بن المهدي وأُمُّه رَيْطة بنت أبي العباس السفَّاح ؛ فلمَّا صار الأَمر إلى الرشيد بعد الهادي خلع عليًّا . وعوَّضه عشرين ألفَ ألفِ درهم وخرج الصك بها إلى الدواوين وقبض ذلك . وتوفي علي المذكور في المحرم سنة ثمانين ومائة . وكنيته أبو محمد . وكان جعفر بن أبي جعفر المنصور وهو المعروف بابن الكرديَّة قد عنَّف عليَّ بن المهدي على فعله وحمله على أن يطلب بحقّه وأن يجعله وليَّ العهد من بعده فقبل منه وبايعه . ومات عليّ من قبل أن يظهر ذلك فصلَّى عليه الرشيد وقام على قبره فقيل له ما كان من جعفر فقبض عليه وقيَّده وحبسه .
الحافظ الزَّبَحي الجرجاني .
علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زكريَّاء الحافظ أبو الحسن الزَّبَحي الجرجاني مصنّف تاريخ جرجان وخال الحافظ عبد الله بن يوسف الجرجاني . توفي سنة ثمانٍ وستين وأربع مائة .
أبو الحسن الجُذامي .
علي بن محمد بن عبد الله الجُذامي من أهل المَرِيَّة وينسب إلى بَرجة من عملها . يُكنى أبا الحسن . سمع من الغسَّاني والصَّدَفي وغيرهما وكان فقيهاً مشاوراً صادعاً بالحق . أوجب في كتب أبي حامد الغزالي المُحْرَقة بقرطبة على يد قاضيها أبي عبد الله أحمد بن حمدين بأمر والي المغرب إذْ ذاك تأديبَ محرقها وتضمينَه قيمتها . وتوفي سنة تسع وخمس مائة .
ابن سَدير الطبيب .
علي بن محمد بن عبد الله أبو الحسن بن سَدير الطبيبُ . كان من أهل المدائن وكان عالماً بصناعة الطب والمداواة وكانت فيه دَماثة ودَعابة . توفّي فُجاءةً في العشر الأواخر من شهر رمضان سنة ستّ وستّ مائة . ومن شعره : .
أَيا منقذي من معشرٍ زاد لؤمهم ... فأعيا دوائي واستكان له طيّي .
إِذا اعتلَّ منهم واحد فهو صحّتي ... وإن ظلَّ حيًّا كدتُ أقضي به نحبي .
أُداويهمُ إلاَّ من اللؤم إنَّه ... ليُعيي علاجَ الحاذق الفطن الطبِّ .
العَلَوي .
علي بن محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب . تقدَّم ذكر أبيه المهدي العلوي في المحمدين في مكانه . كان عليٌّ هذا يُشبَّه بأبيه في العلم ولم يكن له رأي أبيه في الخروج بل كان مقبلاً على شأنه وبنى له بالمدينة داراً حسَّنها واجتهد فيها ولمَّا فرغ منها قال : .
حسَّنْتُ داري بعد علمي أنَّها ... سيفوز بعدي الوارثون بحُسنِها .
فلئن بنَيتُ وكان غيري نازلاً ... فلكم نزلتُ منازلاً لم أبنِها .
وهرب بعد مقتل أبيه وعمه وكان يجول في السند والهند . وكتب حفص ابن عمر صاحب السند إلى المنصور يخبره أنَّه وُجد في بعض خانات المُولْتان مكتوبٌ يقول : علي بن محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن . انتهيتُ إلى هذا الموضع بعد أن مشيت إلى أن انتعلتُ الدم وقد قلت : .
عسى منهل يصفو فتَروي ظميئةٌ ... أطال صداها المنهلُ المتكدِّرُ .
عسى جابر العظم الكسير بلطفهِ ... سيرتاح للعظم الكسير فيَجبُرُ .
عسى صُوَرٌ أمسى لها الجور دافناً ... سيبعثها عدلٌ يجيء فتَظهرُ .
عسى اللهُ لا تيأس من الله إنَّهُ ... يسيرٌ عليه ما يعِزُّ ويَعسُرُ .
فكتب إليه المنصور : قد قرأت كتابك والأَبيات وأنا وعليٌّ وأهلُه كما قيل : .
يحاول إذلالَ العزيز لأنَّهُ ... بدانا بظلمٍ واستمرَّت مرائرُهْ .
إن وقفت على خبره فأعطِه وأَحسِنْ إليه . وقيل إنَّ هذه الواقعة والأَبيات للقاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب على ما ذكره ابن الجرَّاح في الورقة