كخوذةٍ فوق درعٍ حولها أسَلٌ ... سُمْرٌ أسنَّتها مخضوبةٌ بدمِ .
وقال أيضاً من أبيات في وصف الثلج : .
السحب راياتٌ ولمعُ بروقها ... بيضُ الرُّبا والأَرضُ طِرْفٌ أشهبُ .
والندُّ قسطله وزُهر شموعِنا ... صمُّ القنا والفحمُ نَبلٌ مُذهبُ .
وقال أيضاً : .
لله يومٌ في سُيُوطَ وليلةٌ ... صَرْفُ الزَّمان بأختها لا يغلطُ .
بتنا وعُمْرُ الليل في غُلوائهِ ... وله بنور البدر فرعٌ أَشمطُ .
والطَّلُّ في سلكِ الغصون كلؤلؤٍ ... نَظْمٍ يصافحه النَّسيم فيسقطُ .
والطيرُ تقرأ والغديرُ صحيفةٌ ... والرِّيحُ تكتب والغمامُ ينقِّطُ .
ورأيت له لغزاً في الوسخ الذي يركب جسم الإنسان وهو : .
وثوبٍ إلى العاري بغيض لباسُه ... وتقرعه كفُّ الجليسِ ويُغسلُ .
ويُغزلُ من بعد اللباس خيوطه ... وكلُّ الثياب قبل ذلك تُغْزَلُ .
فأعجبني هذا المعنى فأخذته فقلت : .
وما ثوبٌ لبستُ بلا اختيارٍ ... وقد أضحى بأعضائي مُحيطا .
أُمزِّقهُ لبغضٍ واحتقارٍ ... ولكنِّي أُفتِّلهُ خيوطا .
وقال أيضاً : .
البرقُ طَلْقٌ كالأَحبَّة ضاحكٌ ... في حِجر غيمٍ كالرَّقيب معبَّسِ .
والرَّوضُ فيه من الحسان ملامحٌ ... وضَّاحة للناظرِ المتفرِّسِ .
فخدوده وردٌ وهِيف قدودِه ... قُضْبٌ ودُعْجُ عيونه من نرجسِ .
وقال أيضاً : .
إِذا راشَ سهمَ الناظِرَيْنِ بهُدبهِ ... وإن كان سِلماً غيرَ يومِ هياجِ .
غدا مُوتِراً من حاجبيه حَنِيَّةً ... لها البَلَجُ الشفَّافُ قبضةُ عاجِ .
وقال أيضاً في عُشاريّ : .
ولما توسَّطنا مدى النيل غُدوةً ... ظننتُ وقلبُ اليومِ باللَّهو جذلانُ .
عُشاريَّةُ انْساناً لهُ الماءُ مقلةٌ ... وليس لها إلاَّ المجاذيفَ أجفانُ .
وقال وهو بديع المعنى : .
وعُصبةٍ كان يُرجى سَيْبُ واحدهم ... ما فيهمُ الآن من للجُود يرتاحُ .
كالرُّوح تَشرُف نفعاً وهي واحدةٌ ... تُسمَى ولا خيرَ فيها وهي أرواحُ .
وقال أيضاً : .
وساقي طِلا قاسٍ عليَّ فؤادُهُ ... فما شئتَ من منع لديه ومِن مَنْحِ .
إِذا ما حبا ربَّ النديِّ بكأسه ... وريّاهُ فانظر ما يجلُّ عن الشرحِ .
إلى البدر يستقي الشمسَ نجماً سماؤه ... سحابُ بَخورٍ في إناءٍ من الصبحِ .
وقال يذكر عليّ بن أبي طالب : .
أَمجادلي في مَن رويتُ صفاته ... عن هل أتى وشرُفنَ مِن أوصافِ .
أتظنُّ تأخيرَ الإمام نقيصةً ... والنقصُ للأطراف لا للأشرافِ .
زوجُ البتول ووالد السِّبطين وال ... فادي النبيَّ ونجلُ عبد مَنافِ .
أَوما ترى أنَّ الكواكبَ سبعةٌ ... والشَّمسُ رابعةٌ بغيرِ خلافِ .
وقال : .
يحمي برامَةَ كلَّ شيء مثله ... من كلِّ ساجي مقلةٍ وَسْنانِها .
فالسُّمر دون السُّمر يثنيها الصَّبا ... والبيض دون اللحظ من غزلانِها .
أنا بالثلاثة ما حييت معذَّبٌ ... برماحهم وقدودهنَّ وبانِها .
يُحجبنَ فالأَقمار في هالاتها ... ويمسنَ فالأَغصان في كثبانِها .
فسُلِبْتُ من جسدي سوى أسقامِهِ ... وعدمتُ من كبدي سوي خفقانِها .
لم يبقُ في جسمي لروحي حاجةٌ ... لولا تعطُّفها على أوطانِها .
وقال : .
بُليتُ بشمسٍ والسحابُ نِقابها ... وإلاّ فدرٍّ والنجومُ عقودُها .
فللغصنِ عِطفاها وللدِعصِ رِدفُها ... وللوَرد خدَّاها وللظبي جيدُها .
لقد سقمتْ مثل الجسوم جفونُها ... فلولا عمومُ السُّقم كنَّا نعودُها .
وقال : .
يا خليليَّ خلِّيا من عِناني ... عِشْرَةُ الحبّ ما لها من إقالهْ .
وقتيلُ العيون هيهاتِ أن يحي ... يه غيرُ اللواحظِ القتَّالهْ