وإن عبسوا يوم الوغى ضحك الردى ... وإن ضحكوا بكوا عيون النوائب .
وما للغواني والوغى ؟ إن شغلها ... بقرع المثاني عن قراع الكتائب .
ويوم حنين قلت حزناً فخاره ... ولو كان يدري عدها في المثالب .
أبوه مناد والوصي مضارب ... فقل في مناد صيت ومضارب .
وجئتم مع الأولاد تبغون إرثه ... فأبعد محجوب بحاجب حاجب .
وقلتم : نهضنا ثائرين شعارنا ... بثارات زيد الخير عند التجارب .
فهلاًّ بإبراهيم كان شعاركم ... فترجع دعواكم تحلة خائب .
وفي ترجمة صفي الدين عبد العزيز الحلي أيضاً جواب آخر عن غير هذه القصيدة والأخرى بائية لابن المعتز ومن شعره : من الطويل .
بنفسي من لم يبد قط لعاذل ... فيرجع إلا وهو لي فيه عاذر .
ولا لحظت عيناه ناه عن الهوى ... فأصبح إلا وهو بالحب آمر .
يؤثر فيه ناظر الفكر بالمنى ... وتجرحه باللمس منها الضمائر .
ومنه : من المتقارب .
وراح من الشمس مخلوقة ... بدت لك في قدح من نهار .
هواء ولكنه ساكن ... وماء ولكنه غير جاري .
إذا ما تأملته وهو فيه ... تأملت ماء محيطاً بنار .
فهذي النهاية في الابيضاض ... وهذا النهاية في الاحمرار .
وما كان في الحكم أن يوجدا ... لفرط التنافي وفرط النفار .
ولكن تجاوز سطحاهما ... البسيطان فاتفقا في الحوار .
كأن المدير لها باليمين ... إذا قام للسقي أو باليسار .
تدرع ثوباً من الياسمين ... له فرد كم من الجلنار .
وكان التنوخي من جملة القضاة الذين ينادمون الوزير المهلبي ويجتمعون عنده في الأسبوع ليلتين على اطراح الحشمة والتبسط في القصف والخلاعة وهم : ابن قريعة وابن معروف والقاضي الإيذجي وغيرهم وما منهم إلا أبيض اللحية طويلها وكذلك كان المهلبي فإذا طابوا وأخذ الشراب منهم وهبوا ثوب الوقار للعقار وأخذ كل منهم طاس ذهب من ألف مثقال مملوءاً شراباً قطربلياً أو عكبرياً فيغمس لحيته فيها وينقعها ثم يرش بها بعضهم بعضاً ويرقصون جميعاً وعليهم المصبغات ومخانق المنثور وإياهم عنى السري بقوله : من المنسرح .
مجالس ترقص القضاة بها ... إذا انتشوا في مخانق البرم .
وصاحب يخلط المجون لنا ... بشيمة حلوة من الشيم .
يخضب بالراح شيبه عبثاً ... أنامل مثل حمرة العنم .
حتى تخال العيون شيبته ... شيبة تيس قد خضبت بدم .
ووفد التنوخي على سيف الدولة فأكرم نزله ومثواه وأجازه وزوده وكتب له إلى الحضرة فأعيد إلى مناصبه وزيد في معاليمه إكراماً له .
أبو الحسن البزار علي بن محمد بن دلف أبو الحسن بن أبي المظفر البزاز البغدادي . قرأ الأدب على كمال الدين عبد الرحمن الأنباري وجالس الفضلاء واقتبس منهم وكان فاضلاً . له نظم ونثر وهو فصيح الإيراد . توفي سنة ثمان وست مائة .
ابن دفترخوان الموصلي علي بن محمد بن الرضا بن محمد بن حمزة بن أميركا الشريف أبو الحسن الحسيني الموسوي الطوسي الأديب الشاعر المعروف بابن دفترخوان . ولد في رابع صفر سنة 589 بحماة وبها توفي سنة خمس وخمسين وست مائة وله ست وستون سنة . له مصنفات أدبية وغير أدبية . امتدح المستنصر بالله وغيره وملكت من تصانيفه بخطه كتاب شاهناز وهو سؤالات نظم أبيات وأجوبتها نثر بين حكيمين طبيعي وإلهي وكتاب الطلائع وكتاب الحكم الموجزة في الرسائل الملغزة . وقال في آخره : هو ثان وأربعون كتاباً وضعته . وله كتاب الغلمان من نظمه في ألف غلام . وله شعر كثير مقاطيع وغيرها وله أرجوزتان سماهما الهاديتين إحداهما في آداب الزائر والأخرى في أدب المزور وهو غواص على المعاني ومن شعره : من السريع .
طال علي الليل والصب مو ... قوف على التسهيد في صبوته .
وكيف أرجو الصبح فيه ونا ... ر الشمس لا تعمل في فحمته .
ومنه : من الرمل المجزوء .
إن علا نجم أديب ... ونسيب فبذين