ولكن أدرت النفع به للمحدث والأديب والرغبة فيه للبيب والأريب وجعلت ترتيبه على الحروف وتبويبه وتذهيب وضعه بذلك وتهذيبه على أنني ابتدأت بذكر سيدنا محمد رسول الله A إذ هو الذي أتى بهذا الدين القيم وسراحه وهاج وصاحب التنبيه على هذه الشرعة والمنهاج فاذكر ترجمته مختصراً وأسرد أمره مقتصراً لأن الناس قد صنفوا المغازي والسير وأطالوا الخبر فيها كما أطابوا الخبر ومليت لما ملئت بشمائله مهارق التواليف ورفعت لما وضعت تيجانها على مفارق التصانيف فأول من صنف في المغازي عروة بن الزبير Bهما ثم موسى بن عقبة ثم عبد الله بن وهب ثم في السير ابن إسحاق ورواها عنه جماعة منهم من زاد ومن نقص فمنهم زياد بن عبد الله البكائي شيخ عبد الملك بن هشام مختصر السيرة وسلمة بن الفضل الأبرش ومحمد بن سلمة الحراني ويونس بن بكير الكوفي وعمل أبو القسم السهيلي C تعالى كتاب الروض الأنف في شرح السيرة المشاري إليها ووضع عليه شيخا الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي كتاباً سماه بلبل الروض وفي الطبقات الكبرى لابن سعد سيرة مطولة ثم دلائل النبوة لأبي زرعة الرازي شيخ مسلم ثم دلائل السرقسطي ثم دلائل الحافظ أبي نعيم في سفرين ثم دلائل النبوة للنقاش صاحب التفسير ودلائل النبوة للطبراني ودلائل أبي ذر المالكي ثم دلائل الإمام الليهقي في ستة أسفار كبار فأجاد ما شاء وأعلام النبوة لأبي المطرف قاضي الجماعة وأعلام النبوة لابن قتيبة اللغوي ومن أصغر ما صنف ذلك جزء لطيف لابن فارس صاحب المجمل في اللغة وكتاب الشمائل للترمذي C كتبته بخطى وقرأته على شيخنا الحافظ جمال الدين المزي والشمائل للحافظ المستغفري النسفي وكتاب صفة النبي A للقاضي أبي البختري وكتاب الأخلاق القاضي اسماعيل المالكي وكتاب الشفا للقاضي عياض والوفاء لابن الجوزي في مجلدين والاقتفاء لابن منير خطيب الاسكندرية ونظم الدرر لابن عبد البر وسيرة ابن حزم وحجة الوداع فأجاد فيها وسيرة الشيخ شرف الدين الدمياطي وسيرة الحافظ عبد الغني مختصرة وعيون الأثر في المغازي والشمائل والسير لشيخنا الإمام الحافظ فتح الدين محمد بن سيد الناس ورويتها عنه سماعاً لبعضها من لفظه وإجازة لعامتها وله سيرة أخرى مختصرة سمعتها من لفظه ولشيخنا الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي في أول تاريخ الإسلام مجلد في المغازي ومجلد في السيرة قرأتهما عليه وفي تاريخ ابن جرير في الأيام النبوية جملة من ذلك ولابن عساكر في صدر تاريخه لدمشق جزء كبير ولابن أبي شيبة في مصنفه فيما يتعلق بذلك نفسن طويل هذا إلى ما في الكتب الصحاح الستة من ذكر شمائله ومغازيه وسيره .
ويبقى ضعف ما قد قيل فيه ... إذا لم يترك أحد مقالا .
وقد اتيت في الترجمة النبوية بما لا غنى عن عرفانه ولا يسع الفاضل غير الاطلاع على بديع معانيه وبيانه وسردت ذكر من جاء بعده من المحمدين إلى عصري وأبناء زماني الذين أينع زهرهم في روض دهري ثم أذكر الباقين من حرف الألف إلى الياء على توالي الحروف وأتيت في كل حرف بمن جاء فيه من الآحاد والعشرات والمئين والألوف بشرط أن لا أدع كميت القلم يمرح في ميدان طرسه إذا أجررته رسنه ولا أكون إلا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ولا أغدو إلا ممن يلغي السيئة ويذكر الحسنه .
لا خير في حشو الكلا ... م إذا اهتديت إلى عيونه .
اللهم إلا أن كان للقول مجال ومجاز ولم يرخ دون الإطالة حجاب ولا حجاز فقد رأيت كثيراً ممن تصدى لذلك أتى في كتابه بفضول كثيرة وفصول لا تضطجع المنافع منها على فرش وثيرة ونقول ليست مثيبة للواقف ولا للفوائد مثيرة .
إن بعض القريض منه هذاء ... ليس شيئاً وبعضه أحكام .
منه ما يجلب البراعة والفض ... الليل ومنه ما يجلب البرسام