عرفناك يا خداعة الخلق فاغربي ... ألسنا نرى ما تصنعين ونسمع ؟ .
فلا تتحلي للعيون بزينة ... فإنا متى ما تسفري نتقنع .
نغطي بثوب اليأس منك عيوننا ... إذا لاح يوماً من مخازيك مطمع .
وهل أنت إلا متعة مستعارة ... وهل طاب يوماً بالعواري تمتع .
رتعنا وجلنا في مراعيك كلها ... فلم يهننا مما رعيناه مرتع .
فأنت خلوب كالغمامة كلما ... رجاها مرجي الغيث ظلت تقشع .
طلوع قبوع كالمغازلة التي ... تطلع أحياناً وحيناً تقبع .
قلت : شعر متوسط مائل إلى النزول مع لحن فيه .
الذهبي الحلبي الشاعر علي بن القاسم بن مسعود أبو الحسن الذهبي الحلبي الشاعر . توفي سنة ست وخمسين وست مائة وله ثلاثون سنة . كتبوا عمه من شعره ومن شعره ؛ قاضي القضاة صدر الدين الحنفي علي بن أبي القاسم بن محمد قاضي القضاة صدر الدين أبو القاسم ابن المدرس صفي الدين البصروي الحنفي . مولده سنة اثنتين وأربعين وست مائة بقلعة صرخد وتوفي سنة سبع وعشرين وسبع مائة . تفقه على والده وقدم دمشق ولازم القاضي ابن عطاء وبرع في المذهب . وتزوج بأمة شيخه ابن عطاء ودرس في سنة أربع وستين وأفتى وسمع الصحيح من ابن عبد الدائم وغير ذلك . وكان بصيراً بمذهبه مليح الشكل حسن الشارة حلو المذاكرة . وكان قد سمع من صفي الدين إسماعيل الدرجي وحج غيره مرة وكان كثير الأملاك أوصى بثلثه في البر . تولى قضاء دمشق نحواً من عشرين سنة وحمدت سيرته . سمع منه الشيخ شمس الدين والجماعة في بستانه بناحية سطرا ودفن بسفح قاسيون .
ابن يونش النحوي علي بن القاسم بن يونش بالياء آخر الحروف وبعد الواو نون وشين معجمة أبو الحسن ابن الزقاق الإشبيلي النحوي نزيل الجزيرة . خطب برأس عين الخابور مدة وسكن دمشق وشرح الجمل في أربع مجلدات وألف مفردات القرآن . وكان أبوه من كبار القراء . توفي سنة خمس وست مائة .
عماد الدين ابن عساكر علي بن القاسم بن علي هو المحدث الحافظ عماد الدين أبو القاسم ابن المحدث بهاء الدين ابن الحافظ الكبير أبي القاسم ابن عساكر . ولد في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمس مائة . وتوفي سنة ست عشرة وست مائة . وكان مجتهداً فاضلاً ذكياً أدركه أجله في بغداد بعد عوده من خراسان .
الأمير علاء الدين علي بن قراسنقر الأمير علاء الدين بن الأمير الدين لم يزل مقيماً بالديار المصرية على إمرته إلى أن جاء الخبر بوفاة والده في البلاد الشرقية فأخرجه السلطان حينئذ إلى دمشق . فجاء إليها وأقام بها أميراً في سنة ثمان وعشرين وسبع مائة . وكان الأمير سيف الدين تنكز يحبه ويقربه ويؤثره . ولما توجه الأمير سيف الدين تمر الساقي إلى مصر في نوبة الفخري أو لما أنه مات أخذ الأمير علاء الدين تقدمته فكان مقدم ألف إلى أن توفي C عشية الأحد ثامن عشرين جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وسبع مائة . وكان هشاً بشاً فيه ود يحضر العقود والمحافل للمتعممين وغيرهم ويجمل الناس . وهو والد الأمير ناصر الدين محمد أحد أمراء الطبلخانات بدمشق .
الصالح بن قلاوون علي بن قلاوون الملك الصالح ابن الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي وأخو الملك الأشرف وأخو الملك الناصر . تقدم ذكر أخويه وسيأتي ذكر والده إن شاء الله تعالى في حرف القاف . عهد إليه والده وخطب له ذلك فأدركته المنية وهو شاب . وكان عاقلاً مليح الكتابة توفي في شعبان سنة سبع وثمانين وست مائة بعد أخيه غازية خاتون زوج الملك السعيد ابن الملك الظاهر بشهر ودفنا عند أمهما في تربة بين مصر والقاهرة في حياة أبيه . وخلف ابنه موسى وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في مكانه من حرف الميم وولي العهد بعده أخوه الملك الأشرف . وكان الصالح ذا همة عالية ونفس كبيرة يخالف أباه وينكر عليه أموره