واقتداني بالرفق حتى إذا ... ملكته مني ذل الرقيق .
وحق لي وجدي على شادن ... أدق جسمي منه خصر دقيق .
ومبسم عذب حكى لؤلؤاً ... مركباً في سفط من عقيق .
وشاهد يشهد في خده ... أن ليس في الدنيا لهذا رفيق .
فكلما عذبني هجره ... صحت من الوجد : الحريقَ الحريق .
يا أيها الناس ارحموا مدنفاً ... قيده العشق بقيد وثيق .
أسكره العشق بكاساته ... فليس يرجو أبداً أن يفيق .
قلت : شعر عذب ونظم رطب .
البرقي النحوي علي بن علي أبو الحسن البرقي النحوي الشاعر توفي سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة . ومن شعره : أبو إسماعيل الرفاعي علي بن علي بن نجاد بن رفاعة أبو إسماعيل الرفاعي البصري . روى عن الحسن وأبي المتوكل الناجي علي بن داود وروى عنه وكيع وأبو أسامة وعفان وعلي بن الجعد وشيبان بن فروخ . قال أبو نعيم : وعفان كان يشبه بالنبي A . وقال أبو حاتم : كان حسن الصوت بالقرآن ليس به بأس وثقة أبو حاتم . وقال محمد بن عبد الله بن عمار : زعموا أنه كان يصلي كل يوم ست مائة ركعة وكان عابداً . وعن مالك بن دينار أنه كان يسمى علي بن علي الرفاعي راهب العرب . وكان شعبة يقول : اذهبوا بنا إلى سيدنا وابن سيدنا علي بن علي وتوفي بعد الستين ومائة وروى له الأربعة .
أبو المظفر الكاتب علي بن علي بن روزبهار بن باكير أبو المظفر الكاتب البغدادي . وزر للسلطان شاه السلجوقي مدة مقامه بالعراق في أيام المقتفي وكتب بخطه كثيراً أيام العطلة من الأدبيات والدواوين وكان شيعياً وقف كتبه بمشهد موسى بن جعفر وشرط أن لا تعار . وكان من ذوي الهيئات لازماً لبيته حسن الأخلاق متواضعاً افتقر آخر عمره وطلب الحج مثل الفقراء فأدركه أجله بذات عرق ولم يحج سنة إحدى وست مائة عن ست وثمانين سنة .
المفيد البغدادي علي بن علي بن سالم ابن الشيخ أبو الحسن ابن أبي البركات المعروف بالمفيد من أهل الكرخ . وكان من شعراء الديوان . قال محب الدين ابن النجار : كتبنا عنه وكان حسن الأخلاق . ولد سنة سبع وخمسين وخمس مائة وتوفي سنة سبع عشرة وست مائة . ومن شعره : من المنسرح .
قصر نومي طويل تسهيدي ... لذات قد كالغصن أملود .
بيضاء كالدرة النقية قد ... زينت بحسن الغدائر السود .
أبدت لنا ساعة الوداع وقد ... زموا المطايا بساحة البيد .
الدر من دمعها ومبسمها ... ومن حديث لها ومن جيد .
أبو الحسن الفارقي الشافعي علي بن علي بن سعيد أبو الحسن الفقيه الشافعي الميافارقي . تفقه على ابن أبي عمرو ثم قدم بغداد وتفقه بها على يوسف الدمشقي حتى برع وتولى الإعادة بالنظامية . واستنابه قاضي القضاة أبو طالب علي بن علي بن البخاري في الحكم والقضاء وأذن للشهود في الشهادة عنده . ثم إنه عزل نفسه عن القضاء واستعفى وولي التدريس بمدرسة الجهة الشريفة أم الناصر . ولم يزل على ذلك إلى أن توفي سنة اثنتين وست مائة . وكان غزير الفضل حسن السمت مليح الشيبة وقوراً قليل المخالطة للناس ذا مكانة عند الملوك والأكابر . سمع من أبي زرعة المقدسي ببغداد وبتبريز من محمد بن أسعد العطاري . وكان أحفظ أهل زمانه لمذهب الشافعي .
ابن سكينة علي بن علي بن عبيد الله بن الحسن أبو منصور الأمين المعروف بابن سكينة . سمع الجمع بين الصحيحين للحميدي . كان من الأعيان النبلاء أولي الثروة والنعمة وكان مشهوراً بالديانة والأمانة . توفي سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة .
ابن الخازن علي بن علي بن منصور ابن الخازن أبو القاسم من أهل الحلة السيفية . نزل بغداد مدة وكان يؤدب الصبيان . وهو أخو نصر ابن الخازن النحوي . وكان الأصغر شاباً ذكياً توفي سنة إحدى وست مائة ومن شعره : من الخفيف .
ويحييك بالمدامة ظبي ... إن بدا قلت : بدر تم تبدا .
قد حوى وجنة أرق من المسا ... ء وقلباً أمسى من الصخر صلدا .
فهي من ريقه ومن وجنتيه ... فترى في الإناء ناراً ووردا .
أبو الحسن البصري الكاتب