علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن محمد بن عبد الله أبو الوفاء الظفري الحنبلي البغدادي . كان من أعيان الحنابلة وكبار شيوخهم . قرأ القراءات على أبي الفتح عبد الواحد بن الحسين بن علي بن شيطا وغيره وقرأ الفقه على القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء ومحمد بن رزق الله بن عبد الوهاب التميمي . وقرأ الأصول والخلاف على القاضي أبي الطيب الطبري وعلى أبي نصر بن الصباغ وعلى قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني وقرأ الفرائض على عبد الملك بن إبراهيم الهمذاني وقرأ الكلام على أبي علي بن الوليد وعلى أبي القاسم بن التبان والوعظ على أبي طاهر بن العلاف صاحب ابن سمعون والأدب على أبي القاسم بن هرونن والشعر والرسائل على أبي علي بن الشبل وأبي منصور بن الفضل الشاعر . وصحب من الزهاد أبا بكر الدينوري وأبا منصور بن زيدان . وسمع من محمد بن عبد الملك بن بشران وأبي الفتح بن شيطا وأحمد بن علي بن التوزي والحسن بن علي الجوهري وأبي يعلى بن الفراء وغيرهم . وكان مبرزاً مناظراً حاد الخاطر بعيد الغور جيد الفكرة بحاثاً عن الغوامض مقاوماً للخصوم درس وأفتى وناظر وصنف كتباً في الأصول والفروع والخلاف وجمع كتاباً سماه : الفنون قال محب الدين ابن النجار : يشتمل على ثلاث مائة مجلدة أو أكثر وحشاه من خواطره وواقعاته ومناظراته وملتقطاته شيئاً كثيراً طالعت أكثره . قال الشيخ شمس الدين : رؤي منه المجلد الفلاني بعد الأربع مائة وتكلم على الناس بلسان الوعظ ولما جرت الفتنة بين الأشاعرة والحنابلة سنة خمس وسبعين وأربع مائة ترك الوعظ واقتصر على الدرس . ومتعه الله بسمعه وبصره وجوارحه وكان كريماً ينفق ما يجده ولم يخلف سوى كتبه وثياب بدنه وكانت بمقدار كفنه وقضاء دينه . مولده سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة ووفاته سنة ثلاث عشرة وخمس مائة ومن شعره : من الطويل .
يقولون لي : ما بال جسمك ناحل ... ودمعك من آماق عينيك هامل ؟ .
وما بال لون الجسم بدل صفرة ... وقد كان محمراً فلونك حائل ؟ .
فقلت : سقاماً حل في داخل الحشا ... ولوعة قلب بلبلته البلابل .
وأني لمثلي أن يبين لناظر ... ولكنني للعالمين أجامل .
فلا تغترر يوماً ببشري وظاهري ... فلي باطن قد قطعته النوازل .
وما أنا إلا كالزناد تضمنت ... لهيباً ولكن اللهيب مداخل .
علي بن علي .
أبو القاسم الواسطي المقرئ علي بن علي بن جعفر بن شيران أبو القاسم الضرير المقرئ الواسطي . قرأ القراءات بالعشر على أبي علي الحسن بن القاسم غلام الهراس وكان مقرئاً مجوداً موصوفاً بالصدق والتحقيق . قرأ عليه جماعة وسمع من الحسن بن أحمد الغندجاني وأبي نعيم الجماري وأبي الفتح بن مختار النحوي وغيرهم . ولد سنة إحدى وأربعين وأربع مائة وتوفي سنة أربع وعشرين وخمس مائة .
شرف السادة علي بن علي بن حسان شرف السادة البغدادي . ذكره الباخرزي في دمية القصر وأورد له : من الكامل المجزوء .
سقياً لأيام التصابي ... مع كل خرعبة كعاب .
إذ نحن نرتع في الهوى ... ونجر أردية الشباب .
والدهر عنا غافل ... كالسيف يؤمن في القراب .
فاستنهزوا فرص المنى ... فالعمر يركض كالسحاب .
ومن شعره : من الكامل المجزوء .
يا حبذا الخد المورد ... والعطف في الصدغ المجعد .
والمبسم العذب الرضا ... ب وحسن لؤلؤه المنضد .
قمر أقام قيامتي ... بقوامه لما تأود .
قد سل من أجفانه ... سيفاً على ضعفي مجرد .
لما تطاول هجره ... وخشيت أن العمر ينفد .
خليت عنه يد الهوى ... وتركته والهجر في يد .
وأورد الباخرزي أيضاً لشرف السادة : من السريع .
وكيف أرجو راحةً من هوى ... كلفني هواه ما لا أطيق .
بين ضلوعي زفرة كلما ... أخفيتها نم عليها الشهيق .
ويلي على قلبي وما ناله ... من حب ظبي لم يكن بي رفيق .
رمى فؤادي بسهام القلى ... ولم أكن منه بهذا حقيق