علي بن عبد الملك بن العباس القزويني أبو طالب النحوي . كان أبوه أبو علي عبد الملك من أهل العلم ورواية الحديث وقد سمع أبو طالب جماعة منهم مهرويه وأبا الحسن علي بن إبراهيم القطان . قال الخليلي : هو إمام في شأنه قرأنا عليه وأخذ عنه الخلق . توفي آخر سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة . وخلف أولاداً صغاراً فاشتغلوا بما لا يعنيهم فضلوا . وأخوه أبو علي الحسن سمع الحديث لكنه كان كاتباً فلم يسمع منه .
أمير المؤمنين ابن أبي طالب علي بن عبد مناف أبي طالب بن عامر عبد المطلب بن هاشم عمرو بن عبد مناف المغيرة بن قصي زيد أمير المؤمنين أبو الحسن ابن أبي طالب القرشي الهاشمي كرم الله وجهه . أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وهي أول هاشمية ولدت هاشمياً توفيت مسلمة قبل الهجرة وقيل أنها هاجرت وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى في حرف الفاء .
كان علي أصغر ولد أبيه كان جعفر أكبر منه بعشر سنين . وعقيل أكبر من جعفر بعشر سنين وطالب أكبر من عقيل بعشر سنين . وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وزيد بن أسلم أن علياً أول من أسلم وفضله هؤلاء على غيره . وعن ابن عباس أنه قال : لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره : هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله A وهو الذي كان معه لواؤه في كل زحف وهو الذي صبر معه يوم فرَّ غيره عنه وهو الذي غسله وأدخله في قبره . وعن سلمان الفارسي قال : أول هذه الأمة وروداً على نبيها الحوض أولها إسلاماً : علي بن أبي طالب .
قال ابن عبد البر : ورفعه أولى لأنه لا يدرى بالرأي . وعن ابن عباس أن رسول الله A قال : أنت ولي كل مؤمن بعدي . وعن قتادة عن الحسن قال : أسلم علي وهو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة وقيل : ابن عشر وقيل : ابن ثلاث عشرة وقيل : ابن اثني عشرة وقيل : ابن ثمان . وكان علي وطلحة والزبير في سن واحد وأجمعوا على أنه صلى القبلتين وهاجر وشهد بدراً والحديبية وسائر المشاهد وأنه أبلى ببدرٍ وأحدٍ والخندق وخيبر بلاءً عظيماً وأنه أغنى في تلك المشاهد وقام قيامها مقام الكريم . ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله A منذ قدم المدينة إلا تبوك فإن رسول الله A خلفه على المدينة وعلى عياله بعده وقال له : أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . قال ابن عبد البر : وقد روى أنت مني بمنزلة هرون من موسى جماعة من الصحابة وهو من أثبت الأخبار وأصحها .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله A لعلي : أنت أخي وصاحبي . وعن أبي الطفيل : لما احتضر عمر جعلها شورى بين علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد فقال علي : أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله A بينه وبينه إذ آخى بين المسلمين غيري ؟ فقالوا : اللهم لا . قال ابن عبد البر : وروينا من وجوه عن علي أنه كان يقول : أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها أحد غيري إلا كذاب . وكان معه على حراء حين تحرك فقال له رسول الله A : أثبت حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد . وكان عليه يومئذٍ العشرة المشهود لهم بالجنة .
وروى بريدة وأبو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن أرقم كل واحدٍ منهم عن النبي A أنه قال يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه . وقال أبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وعمران بن الحصين وسلمة بن الأكوع كلهم بمعنى واحد عن النبي A أنه قال يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرارٍ يفتح الله على يديه . ثم دعا بعلي وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية ففتح الله عليه . . قال ابن عبد البر : وهي كلها آثار ثابتة