قلبه العليل : نومك والصحيح : نؤمك مهموزاً من الأم وهو القصد . وصحة أصل الكمون يجيء : كم مؤن وركبت أنا مغلطةً من مغالطات المنطق ونظمتها شعراً وكتبت بها إليه وهي : من الوافر .
أيا قاضي القضاة بقيت ذخراً ... لتشفي ما يعالجه الضمير .
فأنت إمامنا في كل فن ... ومثلك لا تجيء به الدهور .
كأنك للغوامض قطب فهم ... عليك غدت دقائقها تدور .
بلغت بالاجتهاد إلى مدى ... لا يخونك في معارفه فتور .
وبابك عاصم من كل جور ... وعلمك نافع ولنا كثير .
وقلنا : أنت شمس علاً وعلمٍ ... فكيف بنوك كلهم بدور .
إليك المشتكى من فهم سوء ... يعسر إذ يسير له اليسير .
بليت بفكرة قد أتعبتني ... تخور إلي كسلى إذ تخور .
مقدمتان سلمتا يقيناً ... ولكن أنتجا ما لا يصير .
تقول البدر في فلك صغير ... وذلك في كبير يستدير .
فيلزم أن بدر التم ثاو ... بجانحة الكبير وذاك زور .
فأوضح ما تقاعس عنه فهمي ... فأنت بحله طب خبير .
وعلمك للأنام هدى ونور .
فكتب الجواب في ليلته وفرع عليه ثلاثة أجوبة : من الوافر .
سؤالك أيا الحبر الكبير ... سمت في حسن هالته البدور .
وهمتك العلية قد تعالت ... فدون طلابها الفلك الأثير .
ونظمك فوق كل النظم عالٍ ... على هذا الزمان له وفور .
فلو سمحت بك الأيام قدماً ... لقدمك الجحاجحة الصدور .
سألت وأنت أذكى الناس قلباً ... وعندك كل ذي عسر يسير .
وقلت : المشتكى من سوء فهم ... وحاشى أن فهمك مستطير .
وفكرتك الصحيحة لن تجارى ... ولم أرها تحور ولا تخور .
ولا كسل بها كلاً وأنى ... ودون نشاط أولها السعير .
فهاك جاب ما قد سلت عنه ... وأنت بما تضمنه خبير .
مقدمتان شرطهما اتحاد ... بأوسط إن يفت فات السرور .
وهذا منه فالإنتاج عقم ... وأعقبه عن التصديق زور .
وذلك أن قولك في صغير ... هو المحمول ليس هو الصغير .
وفي الكبرى هو الموضوع فاعلم ... فمن ذياك للشرط الثبور .
وإن رمت التوصل باجتلابٍ ... مقدمة بها يقع العثور .
على تحقيق مظروف وظرف ... فمشترك عن المعنى قصير .
فمن البدر في فلك صغيرٍ ... يخالف ما تصمنه الكسير .
فلم يحصل لشرطهما وجود ... لذلك أنتجا ما لا يصير .
وفي التحقيق لا إنتاج لكن ... لأجلك قلت : قولك : يا عزير .
وأما إن أردت عموم كونٍ ... وذلك فيهما معنى شهير .
فينتج آمناً من كل شكٍ ... وليس عليه إيراد يضير .
فأنت البدر حسناً وانتقالاً ... بأفلاك مضاعفةً تسير .
لحامله السريع وتالييه ... دليل أن خالقه قدير .
يرى ذو الهيئة النحرير فيها ... عجائب ليس يحويها الضمير .
فسبحان الذي أنشاه بر ... رحيم قاهر رب غفور .
وصلى الله رب على نبي ... هو الهادي به قد تم نور .
وأنشدني من لفظه ما كمل به الأبيات القديمة المشهورة : من الوافر .
فقال : اذهب إذاً فاقبض زكاتي ... برأي الشافعي من الوالي .
فقلت له : فديتك من فقيه ... أيطلب بالوفاء سوى الملي .
نصاب الحسن عندك ذو امتناع ... بلحظك والقوام السمهري .
فإن أعطيتنا طوعاً وإلا ... أخذناه بقول الشافعي .
وقال لي : نظمت بيتاً مفرداً من ثمان عشرة سنة وزدت عليه الآن في هذه السنة وكانت سنة سبع وأربعين وسبع مائة . وأنشدنيهما من لفظه وهما : من الوافر