فأجابته أعين النرجس الغض ... بذل من قولها وهوان .
أيما أحسن التورد أم مق ... لة ريمٍ مريضة الأجفان .
أم فماذا يرجو بحمرته الور ... د إذا لم يكن له عينان .
فزهي الورد ثم قال : فجئنا ... بقياس مستحسن وبيان .
إن ورد الخدود أحسن من عي ... ن بها صفرة من اليرقان .
وقال مسلم بن الوليد يفضل الورد : من السريع .
كم من يد للورد مشهورة ... عندي وليست كيد النرجس .
الورد يأتي ووجوه الربا ... تضحك عن ذي برد أملس .
وقد تحلت بعقود الندى ... نابتة في الأرض لم تغرس .
ولن ترى النرجس حتى ترى ... روض الخزامى رثة الملبس .
وتخلق النكباء ما جددت ... أيدي الغوادي من سنا السندس .
هناك يأتيك غريباً على ... شوق من الأعين والأنفس .
قلت : وفي ترجمة عبد الوهاب بن سحنون مجاراة في ذكر الورد والنرجس والمفاضلة بينهما فلتطلب من هناك .
المجوسي الطبيب علي بن العباس المجوسي كان من الأهواز طبيباً مجيداً متميزاً في الطب . وهو مصنف الكتاب الملكي في الطب صنفه لعضد الدولة الديلمي وهو كتاب جليل . وكان علي بن العباس قد اشتغل على أبي ماهر موسى بن سيار وتتلمذ له وله من الكتب أيضاً .
علي بن عبد الله .
أبو الحسن ابن النقيب العلوي علي بن عبد الله بن أحمد بن علي بن المعمر أبو الحسن ابن النقيب الطاهر أبي طالب العلوي . هو معرق في الرياسة والتقدم والنقابة . وكان أديباً فاضلاً شاعراً وجيهاً معظماً متواضعاً لطيف الأخلاق حسن الطريقة حميد السيرة . توفي سنة خمس وتسعين وخمس مائة . ومن شعره : من الرجز .
زيارة زورها الغرام ... ففيم تمتن بها الأحلام .
وإنما أخو الهوى مخادع ... شائم ما عارضه جهام .
ومنه : من الطويل .
وليل سرى فيه الخيال وبرده ... يضوعه نشر الصباح الممسك .
فلو كان للآمال كف لأقبلت ... بقالص أذيال الدجى تتمسك .
ومنه : من الوافر .
إذا رقصت وأيقظت المثاني ... وطرف رقيبها العاني نؤوم .
أرتك الروض مطلول الحواشي ... يهينم مسحراً فيه النسيم .
وفت حركاتها بسكون عقل ... وأحشاء ترقصها الهموم .
قلت : شعر جيد .
الجعفري علي بن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أبو الحسن الجعفري . ذكره أبو بكر الصولي وقال : شاعر مقل قال : لما حملني عمر بن فرخ إلى سُرَّمن رأى حبست بها فاستأذن علي شخص من الكتاب . فلما دخل قال : أين هو هذا الجعفري الذي يتريث في شعره ؟ فقلت له : أتريد قولي : من الطويل .
ولما بدا لي أنها لا تحبني ... وأن هواها ليس عني بمنجلي .
تمنيت أن تهوى وتجفى لعلها ... تذوق مرارات الهوى فترق لي .
فأما الذي أقوله في الغيرة عليها فقد محا هذا ذاك : من الخفيف .
إنما سرني صدودك عني ... وطلابيك وامتناعك مني .
ذاك أن لا أكون مفتاح غيري ... فإذا ما خلوت كنت التمني .
حسب نفسي أن تعلمي أن قلبي ... لكم وامق ولو بالتظني .
قال : فنهض وهو يقول : إن الحسنات يذهبن السيئات . قلت : وفي ترجمة عبد المحسن الصوري شيء من التديث في الشعر .
وقال علي بن عبد الله بن جعفر : مرت بي امرأة في الطواف وأنا جالس أنشد صديقاً لي هذا البيت : من البسيط .
أهوى هوى الدين واللذات تعجبني ... وكيف لي بهوى اللذات والدين ؟ .
فالتفتت إلي وقالت : دع أيهما شئت وخذ بالآخر .
ومن شعر علي بن عبد الله قوله : من البسيط .
والله لا نظرت عيني إليك ولا ... سالت مساربها شوقاً إليك دما .
إلا مفاجأة عند اللقاء ولا ... راجعتها الدهر إلا ناسيا كلما .
إن كنت خنت ولم أضمر خيانتكم ... فالله يأخذ ممن خان أو ظلما .
سماحة بمحب خان صاحبه ... ما خان قط محب يعرف الكرما .
ابن المديني