ومنه : من الكامل .
أنظر فقد أبدى الأقاحي مبسماً ... ضحكت بدر من قدود زنرجد .
كفصوص در لطفت أجرامها ... وتنظمت من حول شمسة عسجد .
ومنه : من الطويل .
ترى حمرة النارنج بين اخضرارها ... كحمرة خد واخضرار عذار .
إذا لاح في كف الندامى عجبت من حنان تحايا ساكنوه بنار .
ومنه : من الكامل .
أنظر إلى النارنج والطلع الذي ... جاء الغلام لجمعه متماثلا .
وكأنما النارنج قد صاغوه من ... ذهب قناديلاً وذاك سلاسلا .
أبو الحسن الواسطي علي بن عاصم بن صهيب مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق أبو الحسن الواسطي . ولد سنة خمس ومائة وتوفي سنة إحدى ومائتين . كان من أهل الدين والصلاح والخير البارع . منهم من تكلم في سوء حفظه . ومنهم من أنكر عليه كثرة الخطأ والغلط . قال ابن حنبل : أما أنا فأحدث عنه . وقال محمد بن سليمان الباغندي : سمعت أبا علي الزمن يقول : رأيت النبي A وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعثمان أمامه وعلي خلفه حتى جاؤوا فجلسوا على رابية فقال النبي A : أين علي بن عاصم أين علي بن عاصم ؟ فجيء به فلما رآه قبل بين عينيه ثم قال : أحييت سنتي . قالوا : يا رسول الله يقولون إنه أخطأ في حديث ابن مسعود من عزى مصاباً فله مثل أجره . فقال : أنا حدثت به ابن مسعود . قال الباغندي : فجئت إلى عاصم بن علي بن عاصم سنة تسع عشرة ومائتين فحدثته بذلك فركب إلى أبي علي فسمعه منه . وتوفي ابن عاصم بواسط وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجة .
أبو القاسم الفزاري علي بن عامر بن إبراهيم بن العباس أبو القاسم الفزاري . كان فهماً نحريراً حسن الخطاب سريع الجواب فصيح اللسان حسن البيان له نظر في اللغة ومعرفة بالنحو وأخبار العرب . وهو من بيت شعراء : أبوه شاعر وجده شاعر وإخوته شعراء . خرج مع أبيه إلى مكة وعاد إلى القيروان . ومن شعره : من البسيط .
تلألأ البرق علوياً له فصبا ... وجد إذ جد في إيماضه طربا .
سرى بجود الدجا وهناً فبين من ... شوارد الليل ما أخفى وما حجبا .
إذا استطل على أرجاء مزنته ... حسبته لمع نار طار فالتهبا .
كأن رجع سناه وهو ملتهب ... فيها إشارة أيد جردت قضبا .
يهدا فتلبس أقطار البلاد دجا ... حيناً وتسطع أحياناً إذا اضطربا .
علي بن عباد .
أبو الحسن الاصبهاني علي بن عباد أبو الحسن المستوفي من إصبهان . كان أديباً فاضلاً شاعراً . قال القاضي يحيى بن القاسم التكريتي : كان يحفظ كثيراً من الأراجيز والأشعار . حكى لنا أنه يحفظ جميع أراجيز العجاج وولده رؤبة وجميع أراجيز أبي النجم العجلي وكنا نمتحنه ونطلب منه أن ينشدنا أراجيز على حروف المعجم . وكان ينشدنا على أي حرف طلبنا منه . وكان يدخل على الوزير أبي المظفر ابن هبيرة فيحترمه ويرفع مجلسه ويقول له إذا دخل : جاء رؤبة والعجاج . وكان يقول : أنا قادر على أن أصنف غريب القرآن وأستشهد على كل كلمة فيه من الأراجيز . وقال محب الدين ابن النجار : دخل بغداد وقرأ على أبي منصور الجواليقي قديماً ثم دخلها ثانياً سنة خمس وخمسين وخمس مائة ومدح الوزير أبا المظفر ابن هبيرة وغيره وما كان يمدح إلا بالأراجيز . وروى عنه أحمد بن طارق ومن شعره : من الرجز .
أطالعتنا بالظباء جاسم ... أم هذه الكواعب النواعم .
سفرن فانجاب الظلام الظالم ... يا بأبي من حبها ملازم .
خوذ كأن الطرف منها الصارم ... تعذب في وصالها المآثم .
غيرها شيب برأسي باسم ... والشيب خطب ليس منه عاصم .
يا دهر كم أنت لمثلي غاشم ... أمن أعادي أهلك الأكارم .
علي بن العباس .
أبو الحسن النوبختي