علي بن سعيد بن عبد الرحمن بن محرز العبدري أبو الحسن ابن أبي عثمان الفقيه الشافعي من أهل ميورقة من الأندلس . نزل بغداد واستوطنها . قرأ على الشيخ أبي إسحق الفيروزآبادي وعلى أبي بكر الشاشي وبرع وصنف في المذهب والخلاف كتباً حسنة . وكان ديناً حسن الطريقة . سمع من القاضيين أبي الطيب الطبري والماوردي والحسن بن علي الجوهري وغيرهم . وكان يؤم بالوزير أبي شجاع وحدث باليسير وتوفي سنة ثلاث وتسعين وأربع مائة .
ابن حمامة الشاعر علي بن سعيد بن حمامة أبو الحسن الشاعر المشهور . صنف كتاباً سماه : نفائس الأعلاق في العروض توفي سنة أربع وست مائة . وقيل فيه : علي بن إسماعيل وقد تقدم في موضعه وأظنه المعروف بابن السيوري .
ابن القيني المغربي علي بن سعيد أبو الحسن علي ابن القيني بالقاف والياء آخر الحروف وبعدها نون قال ابن رشيق في الأنموذج : كان شاعراً مستوراً لطيفاً قليل الشعر لا يقدر على التطويل كثير الرواية ينسخ شعر أبي الطيب عن صدره آخره عن أوله حفظاً لا يسقط منه حرفاً واحداً وكذلك يفعل في شعر أبي تمام . وكان فكهاً مزاحاً مزوراً للحكايات ظريف النادرة . أخذ عهد هؤلاء القوم قبل قتل أوليائهم بنصف شهر . وكان موصوفاً مشهوراً بالبعد والحرمان فلما أصابتهم تلك الواقعة همت العامة بقتله فقال : ما لكم قبحكم الله هذا جزائي الذي في مذهبهم حتى نحس وظفر ثم ظفره الله بهم . فقال جماعة منهم : صدق والله ما تعمد ذلك إلا بغضاً فيهم حتى هلكوا وإلا فهو سني محض . وتخلص فنجا إلى دار الداعي . وكان ينافس الروافض ويزري بهم طبعاً منه لا استعمالاً فيريدون قتله ويقولون : ما أنت والله منا ولا نحن منك وإنك لمن عويجا أهل القيروان النواصب . فيقول : كذبتم علي بل أنا كما قال الله D : " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " والله لو نفعتني شهادتكم عند ابن خلدون لكتمتموها . وكان الداعي يداريه ويصدهم عنه وإليه تنسي القصيدة التي وجدت في دار الداعي يوم انتقالهم إلى قصر المنصور حين ضاق بهم الأمر وكثر فيهم القتل أولها : من الخفيف .
الجهاد الجهاد قوموا حمية ... قد تمادت في هرها المالكية .
وفيها كفر عظيم خارج عن القياس وسب شنيع في النبي A وفي أصحابه وأزواجه Bهم . وجاوبه عنها جماعة من شعرائنا . وبعضهم يزعم أنها لعماد بن جميل . وسمعت من ينحلها ابن المراق . وهي بكلامه أشبه منها بكلام ابن جميل وابن القيني لا سيما أن التطويل ليس من طاقته ولم أحفظ له شعراً إلا قوله : من الوافر .
شربنا والقناني مترعات ... وشمس الأفق تطلب العشيا .
أعاطي باليمين شمول راح ... أراحتني وقد غلبت عليا .
إلى أن راعني صوت المنادي ... بحي على الصلاة فقمت حيا .
ولولا الصاد لم أعها ولكن ... تخيلت الصبوح بمسمعيا .
لأن أكثر شعره على قلته من هذا النوع . وكان ضنيناً به كاتماً له . وخرج مدينة باعايه فيمن خرج من أهل مذهبه سنة تسع وأربع مائة فقتلوا هنالك انتهى . قلت : ولابن القيني ذكر في ترجمة علي بن أحمد الطبيب المعروف بابن الماعز .
العادل الوزير ابن السلار علي بن السلار الوزير أبو الحسن الملقب بالعادل الكردي العبيدي سيف الدين وزير الظافر صاحب مصر . كان كردياً زرزارياً ربي في القصر وتنقل به الحال في الولايات بالصعيد وغيره إلى أن تولى الوزارة . وكان شهماً مقداماً مائلاً إلى أهل العلم والصلاح سنياً شافعياً . ولي ثغر الإسكندرية واحتفل بالسلفي وأكرمه وبنى له المدرسة العادلية وليس بالثغر شافعية غيرها . ولما كان جندياً دخل على الموفق بن معصوم التنيسي متولي الديوان وشكا إليه غرامة لزمته في ولايته بالغربية فقال : إن كلامك لا يدخل أذني . فحقدها عليه فلما وزر اختفى الموفق فنودي في البلد : من أخفاه أهدر دمه فأخرجه الذي خبأه عنده فخرج في زي امرأة . فأحضر العادل لوح خشب ومسماراً طويلاً وعمل اللوح تحت أذنه وضرب المسمار في الأذن الأخرى . فكان كلما صرخ قال له : دخل كلامي في أذنك أو لا ؟