علي بن سعد بن الحسن بن قضاعة أبو الفرج . كان أديباً شاعراً مدح الإمام المقتفي . من شعره : من الطويل .
نبت بمقام الأعوجي الأباطح ... وضاقت عليه سرحها والمسارح .
فطافت به بعد الكرى عزماته ... فجذ عناناً من يد الذب جامح .
ومن يخش هذا الموت مدرك ... يعش مثل من رضت عليه الصفائح .
ومن يلتمس جل العني بحسامه ... ينل فضله الداني ومن هو نازح .
فلا خير في يوم دنا من أصيله ... ولم يعط فيه أو تسل صفائح .
أبى الله لي أن أطعم الضيم والقنا ... ظماء تباريها الجياد السوابح .
وأن أتخشى الدهر أو أن أرى ... به جزوعاً وإن أكدت عليه المنارح .
فلست أخا الهيجاء إن لم أثر بها ... ثرى البيد يتلوها أزل وجارح .
وإن لم أقم في كل حي إغارةً ... يقوم عليها في الصباح النوائح .
وإني وإن كانت عداتي كثيرة ... فما لي إلا مشرفي وقارح .
ابن مسهر الموصلي علي بن سعد بن علي بن عبد الواحد بن عبد القاهر بن أحمد بن مسهر مهذب الدين أبو الحسن الشاعر . كان صدراً رئيساً مدح الملوك والكبار وديوانه في مجلدين . توفي سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة وقيل : سنة ست وأربعين وخمس مائة وقد أناف على التسعين . ومن شعره : من الكامل .
الوجد ما قد هيج الطللان ... مني وأذكرني حمام البان .
أنا والحمائم حيث تندب شجوها ... فوق الأرائك سحرة سيان .
فأنا المعنى بالقدود أمالها ... شرخ الشباب وهن بالأغصان .
منها في المديح : .
فافخر فإنك من سلالة معشر ... عقدوا عمائمهم على التيجان .
كل الأنام بنو أب لكنما ... بالفضل تعرف قيمة الإنسان .
ومنه في صفة فهد : من البسيط .
من كل أهرت بادي السخط مطرح ال ... حياء جهم المحيا سيء الخلق .
والشمس مذ لقبوها بالغزالة أع ... طته الرشا حسداً من لونها اليقق .
ونقطته حباء كي يسالمها ... على المنايا نعاج الرمل بالحدق .
هذا ولم يبرزا يوماً لناظره ... مع سلم جانبه إلا على فرق .
ومنه في صفة الخيل : .
سود حوافرها بيض جحافلها ... صبغ تولد بين الصبح والغسق .
من طول ما وطئت ظهر الدجا خبباً ... وطول ما كرعت في منهل الفلق .
قال ابن خلكان : وهذه الأبيات التي في الفهد مع أنها جيدة مأخوذة من أبيات الأمير أبي عبد الله محمد بن أحمد السراج الصوري وكان معاصره من جملة قصيدة : من البسيط .
شتن البراثن في فيه وفي يده ... ما في الصوارم والعسالة الذبل .
تنافس الليل فيه والنهار معاً ... فقمصاه بجلباب من المقل .
والشمس منذ دعوها بالغزالة لم ... تبرز لناظره إلا على وجل .
قلت : وأخذه أيضاً العلامة شهاب الدين محمود أنشدني لنفسه قراءة مني عليه قال يصف العقاب من جملة رسالة : من المتقارب .
ترى الطير والوحش في كفها ... ومنقارها ذا عظام مزاله .
فلو أمكن الشمس من خوفها ... إذا طلعت ما تسمت غزاله .
ومن شعر ابن مسهر : من المتقارب .
ولما اشتكيت اشتكى كل من ... على الأرض واعتل شرق وغرب .
لأنك قلب لجسم الزمان ... وما صح جسم إذا اعتل قلب .
ومنه : من المديد .
حسرت عن يومنا النوب ... واكتسى من نوره العشب .
واستقامت في مجرتها ... بالأماني السبعة الشهب .
يا خليلي أي مصطبح ... فيه للذات مصطحب .
وثغور الزهر ضاحكةً ... ودموع القطر تنسكب .
ولنا في كل جارحةٍ ... من غنا أطياره طرب .
إسقنيها بنت دسكرة ... هي أم حين تنتسب .
خندريس دون مدتها ... جاءت الأزمان والحقب .
طاف يجلوها لنا رشأ ... قصرت عن لحظه القضب .
أوقدتها نار وجنته ... فهي في كفيه تلتهب