علي بن الحليل هو بضم الحاء المهملة وفتح اللام الأولى وسكون الياء آخر الحروف ولام ثانية . هكذا وجدته مقيداً بخطوط جماعة من الفضلاء في النسخ المعتبرة . وقد وهم فيه محب الدين ابن النجار وذكره في حرف الخاء في الآباء توهمه الخليل . وكان علي المذكور كرخياً شاعراً . ومن شعره : من السريع .
لا أظلم الليل ولا أدعي ... أن نجوم الليل ليست تزول .
ليلي كما شاءت قصيراً إذا ... جادت وإن ضنت فليلي يطول .
قلت : أخذه علي بن بسام بعده فقال : من السريع .
لا أظلم الليل ولا أدعي ... أن نجوم الليل ليست تغور .
ليلي كما شاءت فإن تجد ... طال وإن جادت فليلي قصير .
وأورد الصولي لابن الحليل : من الطويل .
يقولون : طال الليل والليل لم يطل ... ولكن من يهوى من الشوق يسهر .
أنام إذا ما الوصل مهد مضجعي ... وأفقد نومي حين أجفى وأهجر .
فكم ليلة طالت علي لصدها ... وأخرى ألاقيها بوصل فتقصر .
حسام الدين الحاجب نائب خلاط علي بن حماد الأمير حسام الدين الحاجب متولي خلاط نيابة عن الأشرف موسى . كان بطلاً شجاعاً خبيراً سايساً . أرسل الأشرف مملوكه عز الدين أيبك وأمره بالقبض على حسام الدين وقتله غيلة . قال ابن الأثير : ولم نعلم شيئاً يوجب القبض عليه . وكان مشفقاً عليه ناصحاً له حسن السيرة . وحمى خلاط من جلال الدين خوارزم شاه حفظاً يعجز عنه غيره . وبنى بخلاط جامعاً وبيمارستاناً . فلم يمهل الله أيبك بل ورد عليه خوارزم شاه ونازله وأخذ خلاط وأسر هو وجماعة من الأمراء . فلما اتفق هو والأشرف أطلق الجميع وقيل : بل قتل أيبك . وكانت قتله حسام الدين سنة ست وعشرين وست مائة .
عماد الدين الجيزاني علي بن حماد بن محمد الفقيه عماد الدين أبو الحسن الجيزاني . نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال : أنشدني المذكور لنفسه بخلاط سنة ست وست مائة : من الرجز .
مهلاً بها فما لها وللسرى ... من بعد ما لاح لها وادي القرى .
لا تعرفن بالوجى لحومها فقد برى ... أشباحها جذب البرى .
أما تراها كالقسي نحلا ... قداحها ركبانها أما ترى ؟ .
راحت وقد راحت نسيم راحة ... تسوف من رياه مسكاً أذفرا .
كأنما تكتب من حبر الدجا ... أخفافها من الغرام أسطرا .
لاح لها على العذيب بارق ... وبرقت أبصارها لما سرى .
كأنه لما أضاء بالدجا ... يفتر عن ثغر الشهاب سحرا .
علي بن حمزة .
الكسائي علي بن حمزة بن عبد الله بن فيروز الأسدي مولاهم الكوفي إنما قيل له الكسائي لأنه دخل الكوفة وأتى حمزة بن حبيب الزيات وهو ملتف بكساء فقال حمزة : من يقرأ ؟ فقيل له : صاحب الكساء . فبقي علماً عليه وقيل : بل أحرم في كساء . شيخ القراء وأحد السبعة وإمام النحاة . نزل بغداد وأدب الرشيد ثم أولاده . قرأ القرآن على حمزة الزيات أربع مرات وقرأ على محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عرضاً وروى عن جعفر الصادق والأعمش وسليمان بن أرقم وأبي بكر ابن عياش واختار لنفسه قراءة صارت إحدى القراءات السبع . وتعلم النحو على كبر سنه وجالس الخليل في البصرة . وكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبطهم . وكان يجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ . مات مع الرشيد في قرية زنبويه ومات معه محمد بن الحسن فقال الرشيد لما عاد إلى العراق : دفنت النحو والفقه بزنبويه وذلك سنة تسع وثمانين ومائة . وزنبويه بالري ولم يكن له في الشعر يد حتى قيل : إنه ليس في علماء العربية أجهل منه بالشعر