فسقنا من عصير الكرم صافيةً ... كأنها الذهب الإبريز منسبك .
يبدي المزاج على حافاتها حبباً ... كأنه من حرير أبيض شبك .
ومنه : من الخفيف .
رشأ تنعم العيون بما في ... خده من شقائق النعمان .
ما التقى حسنه بنا قط إلا ... ردنا عن محجة السلوان .
ومنه : من مخلع البسيط .
قم فاقبل الكاس فهي حبلى ... للراح في بطنها جنين .
ومن مهود الربا ثبات ... من كل وجهٍ لها عيون .
وانعم بإسقاط كل هم ... من قبل أن تسقط الغصون .
ومنه : من الخفيف .
جعلت مهجتي الفداء لغصن ... إن تثنى ثنى القلوب لديه .
كلما لاح وجهه في مكان ... كثرت زحمة العيون عليه .
ومنه : من الكامل .
خلص بجاه الوصل قلب متيم ... غمر الصدود عليه أعوان الضنى .
ومنه : من المنسرح .
قطع قلبي بمدية التيه ... وذر من ملح صده فيه .
ولفه في رقاق جفوته ... وقطع البقل من تجنيه .
وقال لي : كل فقلت : آكل ما ... أمرض قلبي به وأوذيه ؟ ! .
ومنه : من البسيط .
نحن المحاسن للدنيا إذا سفرت ... حتى إذا ابتسمت كنا ثناياها .
عصابة ما رأى جيد الزمان له ... قلائداً هي أبهى من سجاياها .
لم يخلق الله شيئاً قط أكثر من ... حاجات قصادها إلا عطاياها .
وقال مزدوجةً يمدح بها الصبوح مناقضاً لعبد الله بن المعتز وقد تقدمت مزدوجة ابن المعتز في ترجمته : من الرجز .
وليلة أيقظني معانقي ... والبدر قد أشرق في المشارق .
وقد بدت في إثره الثريا ... فلم أزل أنظرها مليا .
كأنها في ساعة الطلوع ... بنان خود بان للتوديع .
يوم النوى من كم ثوب أزرق ... أو هودج يطوي السرى في المشرق .
فصوص بلور على فيروزج ... تشرق في الجو بنور مبهج .
وجاء بالشيراز والبواري ... ضدين مثل الوصل والهجران .
كأن هذاك بذا إذا خلط ... صبح مشيب بدجى شعر وخط .
ثم لنا جدي قريش مشرق ... كأنما أهابه مخلق .
ثم لنا فرخ إوز يبتهج ... في قدر جوذاب لها تصبو المهج .
رطب نضيج فائق لذيذ ... يقوم في الدهن به السميذ .
شبهته بمرضع في مهد ... عليه ثوب أحمر كالورد .
وقد حكت في قدرها الجوذابه ... سبيكةً من ذهب مذابه .
ويعد هذا نرجسيةً سبت ... بحسنها عقلي لما أن بدت .
كأنها في زيها عروس ... قد فتنت بحسنها النفوس .
شبهتها لما أتت في قدرها ... بروضة زاهية بزهرها .
كأنما الفستق واللوز معاً ... فصوص ما زهر ودر جمعا .
أو أقحوان للعيون يسحر ... أو نرجس في وسط زهر يزهر .
والجبن لونان فقان قد قلي ... وناصح يبهر عين المجتلي .
والبيض مفقوص بها ينجم ... كأنه لما علاها أنجم .
ما بين زيتون وعناب مزج ... لاح لنا منه عقيق وسبج .
مثل شوابير لجين وذهب ... نيطت بسرسيق أنيق كالرطب .
ثم لنا من بعد هذا مسمع ... من كل ذي طبع مليح أطبع .
يشدو فيحيي صوته القلوبا ... ويذهب الأحزان والكروبا .
كأنه بدر على قضيب ... تميله الرياح في كثيب .
كأنما طلعته وطرته ... صبح وليل قد أناخت ظلمته .
كأنما عذاره وخده ... ضدان لاحا وصله وصده .
كأنما رضابه عقار ... كأنما خداه جلنار