عروة بن مسعود بن معتب بن مالك . أبو مسعود الثقفي . قال ابن إسحاق : لما انصرف رسول الله A من الطائف اتبع أثره عروة حتى أدركه قبل أن يصل المدينة فأسلم وسأل رسول الله A أن يرجع إلى قومه بالإسلام فقال له رسول الله A : إن فعلت فإنهم قاتلوك ! .
فقال له عروة : يا رسول الله ! .
أنا أحب إليهم من أبكارهم ! .
وكان فيهم محبباً مطاعاً فخرج يدعو قومه إلى الإسلام فأظهر دينه رجاء أن لا يخالفوه لمنزلته فيهم فلما أشرف على قومه وقد دعاهم إلى دينه رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله . وقيل لعروة : ما ترى في دمك ؟ فقال : كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها إلي فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله A قبل أن يرتحل عنكم ! .
قال ؛ فزعموا أن رسول الله A قال : مثله في قومه مثل صاحب يس في قومه . وقال فيه عمر بن الخطاب شعراً يرثيه . وقال قتادة قوله تعالى : " لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " قالها الوليد بن المغيرة ؛ قال : لو كان ما يقول محمد حقاً أنزل علي القرآن أو على عروة بن مسعود الثقفي . قال : والقريتان مكة والطائف وقال مجاهد : وهو عتبة بن ربيعة من مكة وابن عبد بالليل الثقفي من الطائف . والأكثر قول قتادة . وقال رسول الله A : عرض علي الأنبياء فإذا موسى رجل ضرب من الرجال كأنه من رجال شنؤة ورأيت عيسى ابن مريم وإذا أقرب من رأيت به شبهاً عروة بن مسعود .
عروة بن أبي قيس .
عروة بن أبي قيس مولى عمرو بن العاص الفقيه المصري . روى عن عبد الله بن عمرو وعقبة بن عامر .
أحد الفقهاء السبعة .
عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي الفقيه . الإمام المدني . روى عن أبيه وعلي وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأسامة بن زيد وزيد بن ثابت وحكيم ابن حزام وعائشة وأبي هريرة وابن عباس وطائفة . وهو أحد الفقهاء السبعة . وهو شقيق أخيه عبد الله بخلاف مصعب وأمهما أسماء بنت أبي بكر الصديق . وهو أول من صنف المغازي . قال حميد بن عبد الرحمن : لقد رأيت أصحاب رسول الله A وإنهم ليسألون عروة ! .
وقال الزهري : رأيت عروة بحراً لا تكدره الدلاء . وكان يقرأ في كل يوم ربع القرآن نظراً في المصحف ويقوم به في الليل . وكان إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه وأذن للناس يدخلون ويأكلون ويحملون . وهو الذي احتفر البئر التي في المدينة منسوبة إليه ؛ وليس بالمدينة بئر أعذب منها .
ولد سنة اثنتين وعشرين وقيل ست وعشرين . وتوفي سنة أربع وتسعين للهجرة . وروى له الجماعة . وجمع المسجد الحرام بين عبد الملك بن مروان وبين عبد الله بن الزبير وأخيه مصعب وعروة أيام تآلفهم ؛ فقال بعضهم : هلم فلنتمنه ! .
فقال عبد الله : منيتي أن أملك الحرمين