عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد ابن العباس بن الحصين الشيباني . أبو غالب ابن منصور الكاتب . تولى النظر بواسط وأعمالها وعزل . ودخل الشام ومصر وخدم الملوك بهما . وعاد إلى حلب وخدم الظاهر ابن صلاح الدين وأقام بها إلى أن توفي سنة سبع وتسعين وخمس ماية .
وكان كاتباً بليغاً مليح الخط حسن المعرفة بأحوال التصرف محمود السيرة . سمع الحديث من والده ومن أبي الكرم ابن الشهرزوري وأبي الوقت الصوفي وغيرهم . وحدث باليسير .
فخر الدين ابن المنير .
عبد الواحد بن منصور بن محمد بن المنير . العلامة عز القضاة فخر الدين الجذامي الإسكندري . صاحب التفسير . سمع من السراج ابن فارس وتفقه بعمه ناصر الدين . وله نظم ونثر . وعمل أرجوزة في السبع .
وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وسبع ماية .
الببغا الشاعر .
عبد الواحد بن نصر بن محمد . أبو الفرج المخزومي الشاعر المعروف بالببغا - بباءين موحدتين الثانية مشددة وبعدها غين منقوطة . ووجد بخط ابن جني الففعا - بفاءين مشددة الثانية . ويقال فيه الببغا - بباءين موحدتين الثانية ساكنة . والمشهور فيه الأول . لقب بذلك لفصاحته . وقيل بل للثغة في لسانه . وهو كاتب مترسل شاعر من شعراء سيف الدولة من أهل نصيبين . بالغ الثعالبي في وصفه في يتيمة الدهر وأثنى عليه وذكر جملة من رسائله وما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابي .
وتوفي سنة ثمان وتسعين وثلاث ماية . ومن شعره : .
يا سادتي هذه روحي تودعكم ... إذ كان لا الصبر يسليها ولا الجزع .
قد كنت أطمع في روح الحياة لها ... فالآن إذ بنتم لم يبق لي طمع .
لا عذب الله روحي بالبقاء فما ... أظنها بعدكم بالعيش تنتفع .
ومنه : .
خيالك منك أعرف بالغرام ... وأرأف بالمحب المستهام .
فلو يسطيع حين حظرت نومي ... علي لزار في غير المنام .
ومنه : .
وكأنما نقشت حوافر خيله ... للناظرين أهلة في الجلمد .
وكأن طرف الشمس مطروف وقد ... جعل الغبار له مكان الإثمد .
ومنه : .
ومهفهف لما اكتست وجناته ... خلع الملاحة طرزت بعذاره .
لما انتصرت على أليم جفائه ... بالقلب كان القلب من أنصاره .
كملت محاسن وجهه فكأنما ... اقتبس الهلال النور من أنواره .
وإذا ألح القلب في هجرانه ... قال الهوى : لا بد منه فداره .
ومنه في سعيد الدولة ابن سيف الدولة : .
لا غيث نعماه في الورى خلب البر ... ق ولا ورد جوده وشل .
جاد إلى أن لم يبق نائله ... مالاً ولم يبق للورى أمل .
ومنه : .
يا من رضيت من الخلق الكثير به ... أنت البعيد على قرب من الدار .
أعملت فيك المنى حلاً ومرتحلاً ... حتى رددت المنى أنضاء أسفار .
ومنه في كأس أزرق مصور : .
كم من صباح لراح أسلمني ... من فلق ساطع إلى فلق .
فعاطنيها بكراً مشعشعة ... كأنها في صفائها خلقي .
في أزرق كالهواء يخرقه اللح ... ظ وإن كان غير منخرق .
ما زلت منه منادماً صوراً ... مذ أسكرتها السقاة لم تفق .
تغرق في أبحر المدام قيستن ... قذها شربنا من الغرق .
فلو ترى راحتي ورقته ... من صبغها في معصفر شرق .
لخلت أن الهواء لاطفني ... بالشمس في قطعة من الأفق .
ومنه : .
ومعصرة أنخت بها ... وقرن الشمس لم يغب .
فخلت قرارها بالرا ... ح بعض معادن الذهب .
وقد ذرفت لفقد الكر ... م فيها أعين العنب .
وجاش عباب واديها ... بمنهل ومنسكب .
وياقوت العصير بها ... يلاعب لؤلؤ الحبب .
فيا عجباً لعاصرها ... وما يفنى به عجبي .
ومن شعره في دير الزعفران : .
صفحت لهذا الدهر عن سيئاته ... وعددت يوم الدير من حسناته .
وصبحت عمر الزعفران بصحبة ... أعاشت سرور القلب بعد وفاته