عبد الملك بن عبد العزيز جريج الرومي . مولى بني أمية . كان أحد أوعية العلم عالم مكة . وهو أول من صنف التصانيف في الحديث . روى عن أبيه ومجاهد وعطاء ابن أبي رباح وطاوس وعمرو بن شعيب ونافع والزهري وعبدة ابن أبي لبابة وابن أبي مليكة وخلق كثير من التابعين .
مولده بعد سنة سبعين وتوفي سنة خمسين وماية .
قال أبو غسان ربيح ؛ سمعت جريراً يقول : كان ابن جريج يرى المتعة تجوز بستين امرأة ! .
وقال القطان : لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك . وقال ابن المديني : لم يكن في الأرض بعطاء أعلم من ابن جريح وكان ربما دلس . وقيل : إنه جاوز الماية . وروى له الجماعة . وكان يكنى أبا خالد وأبا الوليد .
ابن الماجشون .
عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اله ابن أبي سلمة ؛ ميمون . وقيل : دينار ابن الماجشون . أبو مروان القرشي التيمي المنكدري مولاهم ؛ الأعمى . الفقيه المالكي . تفقه على الإمام مالك Bه وعلى والده عبد العزيز وغيرهما . قيل إنه عمي آخر عمره . وكان مولعاً بالغناء ؛ قال أحمد بن حنبل : قد مر علينا ومعه من يغنيه . وحدث . وكان من الفصحاء . روي أنه إذا ذاكره الإمام الشافعي لم يعرف الناس كثيراً مما يقولان لأن الشافعي تأدب بهذيل وعبد الملك تأدب في خؤولته من كلب البادية . وقال أحمد بن المعذل : كلما تذكرت أن التراب يأكل لسان عبد الملك صغرت الدنيا في عيني . قال أبو داود : كان لا يعقل الحديث . وقال فيه يحيى بن أكثم : كان بحراً لا تكدره الدلاء .
توفي بالمدينة سنة اثنتي عشرة ومائتين . وقيل سنة ثلاث عشرة . وروى له النسائي وابن ماجة .
أبو نصر التمار .
عبد الملك بن عبد العزيز القشيري . النسوي . الدقيقي . التمار . الزاهد .
توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين .
وروى عنه مسلم وروى النسائي عن رجل عنه وجماعة . كان ابن حنبل لا يرى الكتابة عنه ولا عن أحد ممن امتحن فأجاب . قال محمد بن محمد ابن أبي الورد مؤذن بشر الحافي : رأيت بشراً في النوم فقلت له : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي ! .
فما فعل بأبي نصر التمار ؟ ! .
قال : هيهات ! .
ذلك في عليين بفقره وصبره على بنيانه ! .
القاضي بهاء الدين الحنبلي .
عبد الملك بن عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج الشيرازي . الدمشقي . القاضي الأوحد . بهاء الدين ابن الحنبلي ؛ شيخ الحنابلة . سيأتي ذكر والده . وكان شيخ الحنابلة بدمشق ورئيسهم . كان يفتي على مذهب أحمد بن حنبل وأبي حنيفة .
وتوفي سنة خمس وأربعين وخمس ماية .
ذو الرياستين المغربي .
عبد الملك بن عبود بن هذيل بن رزين حسام الدولة ذو الرياستين . من برابرة الأندلس . لما ثارت ملوك الطوائف بعد اختلال دولة بني أمية ثار هذيل ين رزين بمملكة السهلة بشرق الأندلس ثم ورثها عنه ابنه عبود . ثم ورثها هذا حسام الدولة . وهو فاضلهم ومشهورهم .
ذكره صاحب القلائد ؛ وقال في وصفه : ورث الرياسة عن ملوك عضدوا موازرهم وشدوا دون المحارم مآزرهم لم يتوشحوا إلا بالحمائل ولا جمحوا للباس إلا في إعنة الصبا والشمائل . وكان ذو الرياستين منتهى فخارهم وقطب مدراهم . واستولى الملثمون على ملوك الأندلس وهو في الحياة فاشتغلوا عنه بما هو أقرب منه لأنه كان في أقصى شرق الأندلس وكانت له هيبة ومداراة إلى أن مات وترك ولداً صغيراً خلعوه وأخذوا ملكه .
ومن شعره في شمعة : .
رب صفراء تردت ... برداء العاشقينا .
مثل فعل النار فيها ... تفعل الآجال فينا .
ومنه : .
دع الجفن يذري الدمع ليلة ودعوا ... إذا انقلبوا بالقلب لا كان مدمع .
سروا كافتداء الطير لا الصبر بعدهم ... جميل ولا طول الندامة ينفع .
أضيق بحمل الفادحات من النوى ... وصدري من الأرض البسيطة أوسع .
وإن كنت خلاع العذار فإنني ... لبست من العلياء ما ليس يخلع .
إذا سلت الألحاظ سيفاً خشيته ... وفي الحرب لا أخشى ولا أتوقع .
ومنه : .
أترى الزمان يسرنا بتلاق ... ويضم مشتاقاً إلى مشتاق .
وتعض تفاح القلوب شفاهنا ... ونرى سنا الأحداق بالأحداق .
وتعود أنفسنا إلى أجسامها ... من بعد ما شردت على الآفاق .
أبو نصر المقرئ