قلت معاذ الله أن يبتلي ... بناره وهو بحالي عليم .
ولم أفه قط بكفر وقد ... كان بتكفير ذنوبي زعيم .
وقال في لزوم الوراقة : .
ايا سائلاً حالي بسوق لزمته ... يسومنه سوق الوراقة ما يجدي .
خذ الوصف مني ثم لا تلو بعدها ... على أحد من سائر الخلق من بعدي .
يكسب سوء الظن بالخلق كلهم ... وخسة طبع في التقاضي مع الحقد .
وينقص مقدار الفتى بين قومه ... ويدعى على رغم من القرب والبعد .
وإن خالف الحكام في بعض أمرهم ... يرى منهم والله كل الذي يردي .
ولا سيما في الدهر إذ رسموا لنا ... بأربعة في كل أمر بلا بد .
ويكفيه تمعير النقيب وكونه ... يشنطط بين الرسل في حاجة الجندي .
وإن قال إني قانع بتفردي ... فهذا معاش ليس يحصل للفرد .
فبالله إلا ما قبلت نصيحتي ... وعانيت ما يغنيك عنه وما يجدي .
وإن كنت مقهوراً عليه لحاجة ... فصابر عليه : لا تعيد ولا تبدي .
عبد الملك بن إدريس .
عبد الملك بن إدريس النحوي الكاتب أبو مروان . أحد وزراء الدولة العامرية وكاتبها . وكان عالماً أديباً شاعراً . مات قبل الأربع ماية بمدة . كان بين يدي المنصور أبي عامر في ليلة يبدو فيها القمر تارة ويخفى بالسحاب تارة ؛ فقال بديهاً : .
أرى بدر السماء يلوح حيناً ... ويبدو ثم يلتحف السحابا .
وذاك لأنه لما تبدى ... وأبصر وجهك استحيا فغابا .
أبو المظفر الشافعي .
عبد الملك بن أزاروه بن عبد الله . أبو المظفر . الشاعر . ذكره أبو الفتح عبد السلام بن يوسف الدمشقي في كتاب أنموذج الأعيان ؛ فقال : دين أديب شاعر شافعي المذهب بغدادي . توفي سنة اثنتين وعشرين أو أربع وعشرين وخمس ماية . ومن شعره : .
فاض دمعي حتى إذا نفذ الدمع ... جرى القلب في مجاري الدموع .
لا تلمني فدمع عيني جرى ... شوقاً وقلبي من خيفة التوديع .
ومنه : .
نظرت من قد صيغ من لونه ... شمس وبدر التم في غرته .
فحار قلبي عند تشبيهه ... فلم أقسه بسوى صورته .
ومنه : .
أشارت بأطراف لطاف وأومأت ... بأنملة من ماء قلبي خضابها .
وأرخت نقاباً بين طرفي وجهها ... فخلت بأن الشمس تحت نقابها .
قلت : كذا وجدته . وهو مختلف القافية في إعرابه كما تراه . ولعله : فخلت بأن الشمس دوني سحابها ؟ .
الملك السعيد ابن الصالح .
عبد الملك بن إسماعيل . هو الملك السعيد ابن الملك الصالح نجم الدين أبي الجيش ابن العادل أبو محمد فتح الدين . وهو والد الملك الكامل ناصر الدين محمد . وقد تقدم ذكره في المحمدين . كان فتح الدين المذكور وافر الحرمة والتجمل ودفن بتربة جدته أم الصالح وشيعه الأمراء والأعيان .
وتوفي سنة ثلاث وثمانين وست ماية .
تقي الدين الأسنائي .
عبد الملك بن الأعز بن عمران . التقي الأسنائي . كان أديباً شاعراً . قرأ النحو والأدب على الشمس الرومي ورد عليهم أسنا . وله ديوان شعر . قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي : اجتمعت به كثيراً ولم أستنشده وكان متهماً بالتشيع .
وتوفي بأسنا سنة سبع وسبع ماية .
ومن شعره : .
لا تلم من يحب عند سراه ... فغرام الحبيب قد أسراه .
جذبته يد الغرام لمن يهواه ... فاعذره في الذي قد عراه .
راح يطوي نشر الليالي ... من الشوق إليه ووجده قد يراه .
ومنه : .
جفوني ما تنام إلا ... لعلي أن أراك .
فزرني قد براني الشو ... ق يا غصن الأراك .
وطرفي ما رأى مثلك ... وقلبي قد حواك .
فهو لك لم يزل مسكن فسبحان الذي ... أسكن وحسنك كم به أفتن .
وما قصدي سواك .
حبيبي آه ما أحلى ... هواني في هواك