عبد المحسن ابن أبي العميد فرامرز بن خالد بن عبد الغفار بن إسماعيل ابن أحمد الخفيفي . أبو طالب الصوفي المعروف بالحجة . من أهل أبهرزنجان . سمع بها أبا الفتوح عبد الكافي بن عبد الغفار الخطيب وغيره وسافر إلى همذان وتفقه للشافعي على أبي القاسم عبد الله بن حيدر القزويني وسمع منه ومن عبد الرزاق بن إسماعيل القومساني . وسمع بأصبهان من أحمد بن أحمد ابن محمد بن ينال التركي وأبي موسى محمد ابن أبي بكر المديني الحافظ ومن جماعة . وقدم بغداد وتفقه بها على النوقاني وسمع من ابن شاتيل وأبي السعادات ابن زريق . وسافر الشام وسمع بها بدمشق أبا محمد عبد الرحمن بن علي الحزمي وغيره . وسمع البوصيري بمصر وبالإسكندرية . وتوفي بمكة سنة ست وخمسين وخمس ماية . وروى عنه ابن النجار وابن الحاجب والضياء والدبيثي وأبو الفرج ابن أبي عمر وقطب الدين القسطلاني .
أمين الدين الحلبي الكاتب .
عبد المحسن بن حمود بن المحسن بن علي . أمين الدين أبو الفضل التنوخي الحلبي الكاتب المنشئ البليغ .
ولد سنة سبعين وخمس ماية وتوفي سنة ثلاث وأربعين وست ماية .
رحل وسمع بدمشق من حنبل وابن طبرزد والكندي وغيرهم . وعني بالأدب جمع كتاباً في الأخبار والنوادر في عشرين مجلدة روى فيه بالسند . وله ديوان شعر وديوان ترسل . وروى عنه القوصي والزين الفارقي وأبو علي ابن الخلال . وكتب لصاحب صرخد عز الدين أبيك ووزر له . وكان ديناً خيراً كامل الأدوات .
نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه : قال ؛ أنشدني أبو الفضل المذكور لنفسه : .
إشتغل بالحديث إن كنت ذا ... فهم ففيه المراد والإيثار .
وهو العلم معلم وبه ... بين ذوي الدين تحسن الآثار .
إنما الرأي والقياس ظلام ... والأحاديث للورى أنوار .
كن بما قد علمته عاملاً ... فالعلم دوح منهن تجبى الثمار .
وإذا كنت عاملاً وعليماً ... بالأحاديث لن تمسك نار .
قال ؛ وأنشدني لنفسه يعاتب صديقاً قصر في حقه : .
سألتك حاجة ووثقت فيها ... بقول نعم وما في ذاك عاب .
ولم أعلم بأني من أناس ... ظموا قبلي وغيرهم السراب .
قال ؛ وأنشدني لنفسه في معناهما : .
ظننت به الجميل فجببت أرضاً ... إليه كهمتي طولاً وعرضا .
فلما جئته ألفيت شخصاً ... حمى عرضاً له وأباح عرضا .
قال ؛ وأنشدني لنفسه : .
كأنما نارنا وقد خمدت ... وجمرها بالرماد مستور .
دم جرى من فواخت ذبحت ... من فوقه ريشهن منثور .
قال ؛ وأنشدني لنفسه أيضاً : .
أتانا بكانون يشب اضطرامه ... كقلب محب أو كصدر حسود .
كأن احمرار النار من تحت فحمه ... خدود عذارى في معاجر سود .
قال ؛ وأنشدني لنفسه في جميل الصورة لابس أصفر : .
قد قلت لما أن بصرت به ... في حلة صفراء كالورس .
أو ما كفاه أنه قمر ... حتى تدرع حلة الشمس .
قال ؛ وأنشدني لنفسه : .
أقول لنفسي حين نازل لمتي ... مشيبي ولما يبق غير رحيلي .
أيا نفس قد مر الكثير فأقصري ... ولا تحرصي لم يبق غير قليل .
ولا تأملي طول البقاء فإنني ... وجدت بقاء الدهر غير طويل .
قلت : كذا وجدته بخط القوصي ولو قال الشاعر : وجدت بقاء العمر غير طويل ! .
لكان أحسن وأصدق لحكاية الواقع ؛ لأن الدهر طويل والعمر قصير .
قال ؛ وأنشدني لنفسه : .
بالله هل يا ملول ... إلى الوصال وصول .
أم هل إلى سلسبيل ... من ريق فيك سبيل .
صلني فما ذا التجافي ... من ذا الجمال جميل .
ساءت لبعدك حالي ... ولست عنك أحول .
قضى اعتدالك فينا ... أن ليس عنك عدول .
ما مال قدك إلا ... علي ظلماً يميل .
فهل شمائل ريح ... مرت به أو شمول .
إن كنت تنكر أني ... بمقلتيك قتيل .
فها دمي كاد من ... خدك الأسيل يسيل .
وذا الدلال على ما ... بي في هواك دليل