وإني وقد أسلفتني قبل وقته ... من البر ما جازت خطاه الأمانيا .
وأيقظت من قدري ؛ وما كان نائماً ... وأبعدت من ذكري ؛ وما كان دانيا .
ولكن نبا من حسن ذكراك في يدي ... أظن حساماً لم يجدني نابيا .
ولو لم يكن ما خفت لا خفت لن أجد ... على غير ما أخدمتنيه اللياليا .
إلى من إذا لم تشكني أنت والعلا ... أكون لما ألقى من الدهر شاكيا .
وأنت على رفعي ووضعي حجة ... فكن بي على أولاهما بك جاريا .
منها : .
وكون مكاني في سمائك عاطلاً ... ولولا مكاني الدهر ما كان حاليا .
فرد المنى خضراً ترف غصونها ... بمبسوطة تندى ندى وعواليا .
عوال إذا ما الطعن هز جذوعها ... تساقطت الهيجا عليك معاليا .
وعاون على استنجاز طبعي بهبة ... ترقص في ألفاظهن المعانيا .
وعز على العلياء أن يلقي العصا ... مقيماً بحيث البدر ألقى المراسيا .
ومن قام رأي ابن المظفر بينه ... وبين الليالي نام عنهن لاهيا .
قلت : وددت أن هذه الأبيات لم تفرغ فإنها أطربت سمعي وأذهلت عقلي هكذا هكذا وإلا فلا لا . ومن شعره أيضاً : .
ما لي إذا نفس معنى قدست وسرت ... في جسم لفظ مسوى الخلق من مثل .
أنت الذي باهت الأرض السماء به ... وما لها بك لو باهتك من قبل .
منها : .
تفري أديمي الليالي غير مبقية ... علي ما لليالي ويحهن ولي .
وإنني في مواليكم كملككم ... بين الممالك والإسلام في الملل .
ومن شعره : .
سقاها الحيا من مغان فساح ... فكم لي بها من معان فصاح .
وحلى أكاليل تلك الربى ... ووشى معاطف تلك البطاح .
فما أنس لا أنس عهدي بها ... وجري فيها ذيول المراح .
فكم لي في اللهو من طيرة ... إليها بأجنحة الارتياح .
ونوم على حبرات الرياض ... تجاذب بردي أيدي الرياح .
منها : .
وليل كرجعة طرف المريب ... لم أرده شفقاً من صباح .
كعمر عداتك يوم الندى ... وعمر عداتك يوم الكفاح .
إليك رمى أملي بي ولا ... هوي مصفقة بالجناح .
منها : .
إذا عمر هطلت كفه ... فلا حملت سحب من رياح .
وقال : .
وما أنس بين النهر والقصر وقفة ... نشرت بها ما ضل من شارد الحب .
رميت بلحظي دمية سنحت به ... فلم أثنه إلا ومحرابها قلبي .
الوادي آشي .
عبد المجيد بن محمد بن مسلم العذري الوادي آشي .
أخبرني العلامة أبو حيان من لفظه ؛ قال ؛ أخذ المذكور الأدب عن الأستاذ ابن مفوز وعن ابن الأرقم الأبيرش وهما من تلاميذ الأستاذ أبي علي الشلوبين . وكان ابن مسلم المذكور أديباً حافظاً مكثراً من النظم والنثر .
توفي في أحد الربيعين سنة اثنتين وثمانين وست ماية بوادي آش C تعالى .
قال أبو حبان ؛ أنشدني له أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد الأنصاري المعروف بابن الحصار ؛ قدم علينا القاهرة : .
يا أيها البدر متى تطلع ... قد لج بي الوجد فما أصنع .
الحسن في الناس ادعاء وفي ... خديك سر الحسن مستودع .
محمد رفقاً على مدنف ... هجرانكم مما به أوجع .
والله لولا حر أنفاسه ... لأغرقت موضعه الأدمع .
وقلبه لولا رجا وصلكم ... طار ولما تحوه الأضلع .
قلت : شعر نازل منحط .
عبد المحسن .
الحجة الصوفي