قال الشيخ أثير الدين أبو حيان : ولد بديار مصر سنة ثلاث وعشرين وست ماية وتوفي سنة أربع وسبع ماية . وأصله من وادي آش من الأندلس . وجده أبو أمه ليس من العراق وإنما رحل إلى العراق ثم قدم مصر وهي بلده ؛ فسمي العراقي . وكان من المعدودين في علماء مصر وكانت له مشاركة في الفقه وأصوله والأدب والتفسير . وله اختصاص بتفسير الزمخشري وصنف مختصراً في أصول الفقه ورداً على القاضي ابن المنير المالكي في رده على الزمخشري وكان كثيراً ما يشغل الطلبة بالعلم . حتى أنه معظم من بديار مصر اشتغل عليه . ولا يمل من الإقراء ولا يسأم . حسن المفاكهة كثير الحكاية والنوادر منبسط النفس وله معرفة بالحساب والكتبة وحظ من النظم والنثر . درس بالشريفية وبالمشهد الفقه .
وأضر في آخر عمره وأملى كتاباً في تفسير القرآن مختصراً احتوى على فوائده وأنشدنا ؛ قال : نظمت في النوم في قاضي القضاة ابن رزين وكان معزولاً : .
يا مالكاً سبل السعادة منهجا ... يا موضح الخطب البهيم إذا دجا .
يا ابن الذين رست قواعد مجدهم ... وسرى ثناهم عاطراً فتأرجا .
لا تيأسن من عود ما فارقته ... بعد السرار ترى الهلال تبلجا .
وابشر وسرح ناظراً فلقد ترى ... عما قليل في العدى متفرجا .
وترى وليك ضاحكاً مستبشراً ... قد نال من تدميرهم ما يرتجى .
وكتب الشيخ علم الدين المذكور بخطه كتاب الحاوي الكبير للماوردي مرتين . وكان يوم بمسجد الدرفيل .
الديرعاقولي .
عبد الكريم بن الهيثم . أبو يحيى الديرعاقولي البغدادي القطان طوف وكتب الكثير . قال الخطيب : كان ثقة ثبتاً .
توفي سنة ثمان وسبعين ومايتين .
القاضي كريم الدين الكبير