عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار تاج الإسلام قوام الدين أبو سعد ابن أبي بكر ابن أبي المظفر ابن أبي منصور السمعاني . من أهل مرو وهو الإمام ابن الأئمة . غذي بالعلم ونشأ في حجر الفضل وحمل على أكتاف الأئمة . أسمعه والده في صغره من أبي منصور محمد بن علي الكراعي ورحل به وله ثلاث سنين إلى نيسابور فأحضره على أبي بكر عبد الغفار ابن محمد الشيروي وأبي العلاء عبيد بن محمد القشيري . ثم إنه اشتغل بالأدب وحصل منه طرفاً صالحاً وقرأ المذهب والخلاف وتكلم في المناظرة . ثم اشتغل بالحديث فسمع الكثير ببلده وجال في خراسان وسمع بنيسابور وطوس ومهينة الكثير من أبي عبد الله الفراوي وأبي محمد السيدي وأبي القاسم الشحامي وعبد الجبار الخواري وجماعة غيرهم . ثم توجه إلى العراق ودخل إصبهان سنة إحدى وثلاثين وسمع بها وبالري وساوة وهمذان وغيرها من البلاد . ودخل بغداد سنة اثنتين وثلاثين وسمع بها الكثير من محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي القاسم ابن السمرقندي وأبي الحسن ابن عبد السلام وخلق من هذه الطبقة ومن دونها . وحج مرتين وانحدر إلى واسط والبصرة وسمع بهما . وعاد إلى بغداد . وتوجه إلى الشام ؛ وسمع بحلب ودمشق وحماة وحمص . وزار القدس وبلاد الساحل . وسمع ببلاد الجزيرة . وعاد إلى بغداد وسمع على من بقي فيها من الأشياخ . وجمع ذيلاً على تاريخ الخطيب لبغداد وأتى فيه بكل مليحة ثم عاد إلى نيسابور . وقد ولد له أبو المظفر عبد الرحيم بنيسابور ؛ فلما بلغ حد السماع طاف به بلاد خراسان وأسمعه . ثم دخل إلى ما وراء النهر وأسمعه . ثم عاد إلى مرو وألقى بها عصاه وأقام بها مشتغلاً بالجمع والتصنيف والتحديث والإملاء وإلقاء الدروس بالمدرسة العميدية . وكان وافر الهمة في طلب الحديث شديد الحرص على لقاء المشايخ مليح الخط سريع القلم . وكتب عن أقرانه وعمن هو دونه وجمع معجماً لشيوخه في عشر مجلدات كبار ؛ قال محب الدين ابن النجار : سمعت من يذكر أن عددهم سبعة آلاف شيخ ! .
ولم يبلغ أحد من أقرانه مبلغه . وكان مليح التصانيف كثير الشوارد والأسانيد لطيف الطبع ظريفاً فاضلاً صدوقاً جميل السيرة . مولده سنة ست وخمس ماية ووفاته سنة اثنتين وستين وخمس ماية . تصانيفه : المذيل في أربع ماية طاقة ؛ قال الشيخ شمس الدين : يقع لي أن الطاقة نصف كراس ؛ تاريخ المراوزة كتب منه خمس ماية طاقة ؛ طراز الذهب في أدب الطلب مايو وخمسون طاقة ؛ الإسفار عن الأسفار خمس وعشرون طاقة ؛ الإملاء والاستملاء خمس عشرة طاقة ؛ معجم الشيوخ ثمانون طاقة ؛ معجم البلدان ماية وخمسون طاقة التحف والهدايا خمس وعشرون طاقة بيان عز العزلة سبعون طاقة ؛ الأدب في استعمال الخشب خمس طاقات ؛ المناسك ستون طاقة ؛ الدعوات الكبيرة أربعون طاقة ؛ الدعوات المروية عن الحضرة النبوية خمس عشرة طاقة ؛ الحث على غسل اليد خمس طاقات ؛ أفانين البساتين خمس عشرة طاقة ؛ دخول الحمام خمس عشرة طاقة ؛ فضائل صلاة التسبيح عشر طاقات ؛ التحايا والهدايا ست طاقات ؛ تحفة العيدين ثلاثون طاقة ؛ الرسائل والوسائل كتب منه قدر خمس عشرة طاقة ؛ فضائل الديك خمس طاقات ؛ مجموع الحديث المستفيض في صوم الأيام البيض خمس عشرة طاقة ؛ سلوة الأحباب ورحمة الأصحاب خمس طاقات ؛ التحبير في المعجم الكبير ثلاث ماية طاقة ؛ فرط الغرام إلى ساكني الشام خمس عشرة طاقة ؛ مقام الأئمة والعلماء بين يدي الملوك والأمراء ؛ المناولة والمصافحة ثلاث عشرة طاقة ؛ ذكرى حبيب رحل وبشرى مشيب نزل عشرون طاقة ؛ الأمالي الخمس ماية مايتا طاقة الحلاوة خمس عشرة طاقة أسانيد المسانيد ثلاث عشرة طاقة ؛ فوائد الموائد ماية طاقة ؛ فضائل الهرة ثلاث طاقات ؛ الأخطار في ركوب البحار سبع طاقات ؛ الهريسة ثلاث طاقات ؛ تاريخ الوفاة للمتأخرين من الرواة خمس عشرة طاقة ؛ حقيقة الأنساب ومعرفة الأحساب ثلاث ماية طاقة وخمسون طاقة ؛ الأمالي ستون طاقة ؛ بخار بخور البخاري عشرون طاقة ؛ تقديم الجفان إلى الضيفان سبعون طاقة صلاة الضحى عشر طاقات ؛ الصدق في الصداقة والرفق في الرفاقة ؛ الربح والخسارة في الكسب والتجارة ؛ رفع الارتياب عن كتابة الكتاب أربع طاقات ؛ النزوع إلى الأوطان والنزاع إلى الإخوان خمس وثلاثون طاقة ؛ حث الإمام على تخفيف الصلاة مع الإتمام في طاقتين ؛ لفتة المشتاق إلى ساكن العراق