قلت : هذا المناظر بخلاف مناظر ابن حجاج لأنه غلب مع ابن حجاج حيث قال : .
ورقيع أراد أن يعرف النح ... وبزي العيار لا المستفتي .
قال لي لست تعرف النحو مثلي ... قلت : سلني عنه أجب في الوقت .
قال ما المبتدأ وما الخبر المجرور أخبر ... فقلت ذقنك في استي ! .
الخطيب ابن تيمية .
عبد القاهر بن عبد الغني . الشيخ فخر الدين أبو الفرج ابن الخطيب سيف الدين ابن الخطيب فخر الدين محمد ابن أبي القاسم ابن تيمية الحراني .
ولد سنة اثنتي عشرة وست ماية وتوفي سنة إحدى وسبعين وست ماية .
وسمع من جده ومن ابن اللتي وغيرهما . وخطب بجماع حران وتوفي بدمشق وكان ديناً عالماً جليلاً فاضلاً .
الشريف المقرئ .
عبد القاهر بن عبد السلام بن علي . أبو الفضل العباسي الشريف النقيب المكي المقرئ .
توفي سنة ثلاث وتسعين وأربع ماية .
القاضي جمال الدين التبريزي .
عبد القاهر بن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن موسى . القاضي الخطيب . جمال الدين أبو بكر البخاري ثم التبريزي ثم الحراني ثم الدمشقي الشافعي .
مولده في نصف شعبان سنة ثمان وأربعين وست ماية بحران ونشأ واشتغل بدمشق وتفقه . قال الشيخ شمس الدين ؛ فيما ذاكرني به ؛ قال : ماتت أمي بنت عشرين سنة وكان أبي تاجراً ذا مال فقدم بي إلى دمشق وأنا ابن ست سنين ؛ فمات وكفلني عمي عبد الخالق ورجع بي إلى حران وباع أملاكنا بثمانين ألفاً ورد بي . ثم قال لي يوماً : إمض بنا ! .
فمضى بنا نحو ميدان الحصا وعرج بي فوثب علي فخنقني فغشيت فرماني في حفرة وطم علي المدر والحجارة فأبقى كذلك أربعة أيام . فمر رجل صالح كان برباط الإسكاف عرفته بعد ثلاثين سنة ؛ فبكر يتلو ومر بجسر ابن سواس ثم إلى القطائع فجلس يبول وكنت أحك رجلي فرأى المدر يتحرك فظنه حية ! .
فقلب حجراً فبدت رجلي من خف بلغاري فاستخرجني ؛ فقمت أعدو إلى الماء فشربت من شدة عطشي . ووجدت في خاصرتي فزراً من الحجارة وفي رأسي فتحاً ؛ ثم أراني القاضي أثر ذلك في كشحه ووضع أصابعي على جورة في رأسي تسع باقلاه . قال : ودخلت البلد إلى إنسان أعرفه فمضى بي إلى ابن عم لنا وهو الصدر الخجندي وكان متخفياً بالصالحية وله غلامان ينسخان ويطعمانه ؛ اختفى لأمور بدت منه أيام هولاكو ؛ وكتب معي ورقة إلى نسائه بالبلد وكانت بنته ست البهاء التي تزوج بها الشيخ زين الدين ابن المنجا وماتت معه ؛ هي أختي من الرضاعة فأقمت عندهن مدة لا أخرج حتى بلغت وحفظت القرآن بمسجد الزلاقة . فمررت يوماً بالديماس فإذا بعمي فقال : هاه جمال ! .
إمش بنا إلى البيت ! .
فما كلمته وتغيرت ومعي رفيقان فقالا لي : ما بك ؟ فسكت وأسرعت ثم رأيته مرة أخرى بالجامع . فأخذ أموالي وذهب إلى اليمن وتقدم عند ملكها ووزر ومات عن أولاد . وجودت الختمة على الزواوي تفقهت على النجم الموغاني وترددت إلى الشيخ تاج الدين وتفقهت بابن جماعة وقرأت عليه مقدمة ابن الحاجب وعلى الفزاري ثم وليت القضاء من جهة ابن الصائغ وغيره ونبت يوماً بجامع دمشق عن ابن جماعة ؛ فقيل له : إن داوم هذا رحلت الخطابة منك يعني لحسن أدائه وهيئته ! .
وجالسته مرات وكان يروي عن الشيخ مجد الدين ابن الظهير قصيدته التي أولها : كل حي إلى الممات مآبه . إنتهى ما ذكره الشيخ شمس الدين