وما أمل مبيتي ليلتي أبداً ... مع الحبيب ويا ليت الحبيب معي .
ومن شعره في يونس بن بغا : .
شوال شهر السرور والسكر ... والصوم شهر العناق والنظر .
قد كنت للشرب عاشقاً سحرا ... فاليوم يا ويلنا من السحر .
من كان فيما يحب معتذرا ... فلست في يونس بمعتذر .
ومن شعره فيه أيضاً : .
تعيب فلا افرح ... فليتك لا تبرح .
وأن جئت عذبتني ... لأنك لا تسمح .
على ذاك يا سيدي ... دنوك لي اصلح .
وكان المعتز من أجمل الناس صورة وكذلك نديمه يونس بن بغا وللمعتز ذكر في ترجمة يعقوب بن اسحق ابن السكيت وقال لما بويع له بالخلافة : .
تفرد لي الرحمن بالعز والتقى ... فأصبحت فوق العالمين أميرا .
ومن شعره أيضاً : .
الله يعلم يا حبيبي أنني ... مذ غبت عنك مدله مكروب .
يدنو السرور إذا دنا بك منزل ... ويغيب صفو العيش حين تغيب .
الأمير الموفق محمد بن جعفر قيل طلحة الأمير الموفق أبو أحمد ابن المتوكل قيل اسمه طلحة كان ولي عهد المؤمنين وهو الد المعتضد بالله وأمه أم ولد ولد سنة تسع وعشرين وماتين وكان من أجل الملوك رأيا أشجعهم قلباً واسمحهم نفسا واغزرهم عقلا وأجودهم رأيا وكان محببا إلى الناس قد استولى على الأمور وانقادت له الجيوش وحارب صاحب الزنج وظفر به وقتله وكان يلقب الناصر لدين الله ولما غلب على الأمر حظر على المعتمد أخيه واحتاط عليه وعلى ولده وجمعهم في موضع واحد ووكل بهم أجرى عليهم وعلى الناس الأمور على مجاريها إلى أن توفي لثمان بقين من صفر سنة ثمان وسبعين وماتين وله تسع وأربعون سنة وكانوا ينظرونه بالمنصور في حزمه ودهايه ورأيه وكان قد غضب على ولده المعتضد وحبسه ووكل به اسمعيل ابن بلبل فضيق عليه ولما احتضر رضى عنه وولاه المعتمد ولاية العهد ولما ضيق الموفق على أخيه المعتمد ولم يكن له معه كلام قال المعتمد : .
أليس من العجايب أن مثلي ... يرى ماهان ممتنعا عليه .
وتؤكل باسمه الدنيا جميعاً ... وما من ذاك شىء في يديه .
ابن المتوكل محمد بن جعفر كان فاضلاً شاعرا وهو القايل لما أراد أخوه المعتمد الخروج إلى الشام والدنيا مضطربة : .
أقول له عند توديعه ... وكل بعبرته مبلس .
لئن قعدت عنك أجسامنا ... لقد سافرت معك الأنفس .
بلغ المعتضد أنه كاتب خمارويه فاهلكه في سنة اثنتين وثمانين وماتين وقيل إنما أهلكه لما ولى الخلافة سنة تسع وسبعين وماتين .
العلوي الشاعر محمد بن جعفر بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهما يكنى أبا اسمعيل اشعر يكثر الافتخار بآياته كان في أيام المتوكل وبقى بعد دهرا طويلا وهو القايل : .
أني كريم من أكارم سادة ... اكفهم تندى بجزل المواهب .
هم خير من يخفى وافضل ناعل ... وذروة هضب الغر من آل غالب .
هم المن والسلوى لدان يودهم ... وكالسهم في حلق العدو المجانب .
بعثت إليها ناظري بتحية ... فابدت لي الأعراض بالنظر الشرر .
فلما رأيت النفس أوفت على الردى ... فزعت إلى صبري فاسلمني صبري .
أبو جعفر الخازمي الشافعي محمد بن جعفر بن محمد بن خازم أبو جعفر الخازمي الاستراباذي كان أحد أيمة الفقهاء الشافعية قال ابن النجار : ذكره أبو سعد الأدريسي حكى أنه أملي شرح كتاب المزني باستراباذ عن ظهر قلب يروى عن أبي عبد الله بن أبي بكر بن أبي خيثمة وأبي العباس بن سريج وأبي عمران بن هانئ الجرجاني وغيرهم وحدث عنه على بن محمد بن موسى الاستراباذي وعقد له ببغداد المجلس قبل أن يعقد لأبي اسحق المروزى توفي سنة أربع وعشرين وثلث ماية .
الخرايطي محمد بن جعفر بن محمد بن أبي سهل أبو بكر الخرايطي السامري كان حسن الاختيار مليح التصانيف كان من الأعيان اجمعوا على ثقته وفضله صنف مكارم الأخلاق وغيره قدم دمشق سنة خمس وعشرين وثلث ماية دخل يوما داره فسمع بكاء ولد له رضيع فقال ما له فقالوا فطمناه فكتب على مهده