ابن جعفر الصادق محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر لقب الديباج لقب بذلك لحسن وجهه خرج بمكة أوايل دولة المأمون ودعا لنفسه فبايلعوه فندب عسكرا لقتاله فأخذوه وقدم صحبة المعتصم إلى بغداد وكان بطلا شجاعا عاقلا يصوم يوما ويفطر يوما قيل أنه دخل الحمام بعد ما جامع وافصد في يوم واحد فمات فجاءة بجرجان فصلى عليه المأمون ونزل في لحده وكانت الوفاة سنة أربع وماتين وقيل سنة ثلث وهو الصحيح ولما رأى المأمون جنازته ترجل وحمل نعشه .
القارئ البغدادي محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة البغدادي أبو بكر الأدمي القارئ الشاهد صاحب الألحان والصوت الطيب خلط قبل موته فيما قيل توفي سنة ثمان وأربعين وثلث ماية .
المعتز بالله محمد بن جعفر ويقال الزبير ويقال أحمد أمير المؤمنين المعتز بالله ابن أمير المؤمنين جعفر المتوكل ابن أمير المؤمنين المعتصم ولد سنة اثنتين وثلثين وماتين ولم يل الخلافة قبله أحد أصغر منه بويع عند عزل المستعين بالله سنة اثنتين وهو ابن تسع عشرة سنة في أول السنة وكتب بذلك إلى الآفاق فلم يلبث المؤيد أن مات وخشى المعتز أن يتحدث أنه الذي اختال عليه وقتله فاحضر القضاة حتى شاهدوه وليس به أثر وكانت خلافته ثلث سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما ومات عن أربع وعشرين سنة وكان مستضعفاً مع الاتراك اجتمع إليه الأتراك وقالوا له اعطنا أرزاقنا لنقتل صالح بن وصيف وكان يخافه فطلب من أمه مالا لنفقة الأتراك فابت ولم يكن في بيوت الأموال شىء فاجتمعوا هم وصالح واتفقوا على خلعه وجروه برجله وضربوه بالدبابيس وأقاموه في الشمس في يوم صايف فبقى يرفع قدماً ويضع أخرى وهم يلطمون وجهه ويقولون اخلع نفسك ثم احضروا القاضي ابن أبي الشوارب والشهود وخلعوه ثم احضروا محمد بن الواثق من سر من رأى فسلم عليه المعتز بالخلافة وبايعه ولقبوه المهتدي ثم أنهم اخذوا المعتز بعد خمسة أيام وادخلوه الحمام فلما تغسل عطش وطلب ماء فمنعوه من ذلك حتى هلك عطشا فلما اغمى عليه أخرجوه وسقوه ماء بثلج فشربه وسقط ميتا وقال ابن الجوزى في المرآة : لما واقفه الأتراك في الشمس طلب نعلا فلم يعطوه فاسبل سراويله على رجليه وقيل أنهم نزعوا أصابع يديه ورجليه ثم خنقوه قيل ادخلوا سردابا مخصصا بجص جديد فاختنق ولم يعذب خليفة ما عذب على صغر سنه وتوفي يوم السبت لست خلون من شعبان وقيل لليلتين وقيل في اليوم الثاني من رمضان سنة خمس وخمسين وماتين ودفن إلى جانب أخيه في ناحية قصر الصوامع وكان أبيض جميل الوجه على خده الأيسر خال أسود وصلى عليه المهتدي وأمه رومية أم ولد ونقش خاتمه المعتز بالله وهو ثالث خليفة خلع من بني العباس ورابع خليفة قتل منهم وكان له من الولد جماعة لم يشتهر منهم إلا عبد الله ووزر له جعفر بن محمد الإسكافي ثم عزله وولى عيسى بن فرخان شاه ثم أحمد بن إسرائيل وقاضيه الحسن بن أبي الشوارب وقال البحتري : كنت صاحبا لأبي معشر المنجم فاضقنا أضاقة شديدة فدخلنا على المعتز وهو محبوس قبل أن يلي الخلافة فأنشدته أبياتا كنت قلتها : .
جعلت فداك الدهر ليس بمنفك ... من الحادث المشكو أو النازل المشكي .
وما هذه الأيام إلا منازل ... فمن منزل رحب إلى منزل ضنك .
وقد هذبتك الحادثات وإنما ... صفا الذهب إلا بريز قبلك بالسبك .
أما في رسول الله يوسف أسوة ... لمثلك محبوساً على الظلم والإفك .
أقام جميل الصبر في الحبس برهة ... فآل به الصبر الجميل إلى الملك .
فدفع الورقة إلى خادم على رأسه وقال احتفظ بها فإن فرج الله ذكرني لاقضى حق هذا الرجل وكان أبو معشر قد أخذ مولده فحكم له بالخلافة بمقتضى طالع الوقت فناوله رقعة فيها ذلك فلما ولى الخلافة اعطى كل واحد منا ألف دينار أجرى له في كل شهر ماية دينار وقال الزبير بن بكار : دخلت على المعتز فقال لي يأبا عبد الله قد قلت أبياتا في مرضى هذا وقد اعي على إجازة بعضها وأنشدني : .
أني عرفت علاج القلب من وجعي ... وما عرفت علاج الحب والهلع .
جزعت للحب والخمى صبرت لها ... فليس يشغلني عن حبكم وجعي .
قال الزبير : فقلت :