أبقى قلاوون الفخار لولده ... إرثاً ففازوا بالثناء مكاسبا .
قوم إذا سئموا الصوافن صيروا ... للمجد أخطار الأمور مراكبا .
عشقوا الحروب تيمناً بلقا العدا ... فكأنهم حسبوا العداة حبائبا .
وكأنما ظنوا السيوف سوالفاً ... واللدن قدا والقسي حواجبا .
يا أيها الملك العزيز ومن له ... شرف يجر على النجوم ذوائبا .
أصلحت بين المسلمين بهمة ... تذر الأجانب بالوفود أقاربا .
ووهبتهم زمن الأمان فمن رأى ... ملكاً يكون له الزمان مواهبا .
فرأوا خطاباً كان خطباً فادحاً ... لهم وكتباً كن قبل كتائبا .
وحرست ملكك من رجيم مارد ... بعزائم إن صلت كن قواضبا .
حتى إذا خطف المنافق خطفة ... أتبعته منها شهاباً ثاقبا .
لا ينفع التجريب خصمك بعد ما ... أفنيت من أفنى الزمان تجاربا .
صرمت شمل المارقين بصارم ... يبديه مسلوباً فيرجع سالبا .
صافي الفرند حكى صباحاً جامداً ... أبدى النجيع به شعاعاً ذائبا .
وكتيبة تدع الصهيل رواعداً ... والبيض برقاً والعجاج سحائبا .
حتى إذا ريح الجلاد حدت لها ... مطرت وكان الويل نبلاً صائبا .
بذوابل ملد يخلن أراقماً ... وشوائل جرد يخلن عقاربا .
تطأ الصدور من الصدور كأنما ... تعتاض عن وطء التراب ترائبا .
فأقمت تقسم للوحش وظائفاً ... فيها وتصنع للنسور مآدبا .
وجعلت هامات الكماة منابراً ... وأقمت حد السيف فيها خاطبا .
يا راكب الخطر الجليل وقوله ... فخراً بمجدك لا عدمت الراكبا .
صيرت أسحار السماح بواكراً ... وجعلت أيام الكفاح غياهبا .
وبذلت للمداح صفو خلائق ... لو أنها للبحر طاب مشاربا .
فرأوك في جنب النضار مفرطاً ... وعلى صلاتك والصلاة مواظبا .
إن يحرس الناس النضار بحاجبٍ ... كان السماح لعين مالك حاجبا .
لم يملأوا فيك البيوت رغائباً ... إلا وقد ملأوا البيوت غرائبا .
أوليتني قبل المديح عناية ... وملأت عيني هيبة ومواهبا .
ورفعت قدري في الأنام وقد رأوا ... مثلي لمثلك خاطباً ومخاطبا .
في مجلس ساوى الخلائق في الندى ... وترتبت فيه الملوك مرابتا .
وافيته في الفلك أسعى جالساً ... فخراً على من قال أمشي راكبا .
فأقمت أنفذ في الأنام أوامراً ... مني وأنشب في الخطوب مخالبا .
وسقتني الدنيا غداة وردته ... رياً وما مطرت علي مصائبا .
فطفقت أملأ من ثناك وشكره ... حقباً وأملأ من نداك حقائبا .
أثني فتثنيني صفاتك مظهراً ... عياً وكم أعييت صفاتك خاطبا .
لو أن أعضانا جميعاً ألسن ... تثني عليك لما قضينا الواجبا .
وأنشدني له إجازة : البسيط .
يا نسمة لأحاديث الحمى شرحت ... كم من صدور الأرباب النهى شرحت .
بليلة البرد يهدي للقلوب بها ... برد فكم لفحت قلبي وقد نفحت .
وبارق كسقيط الزند مقتدح ... له يد لزناد الشوق قد قدحت .
بدا فأذكرني أرض الصراة وقد ... تكللت بالكلاء والشيح واتشحت .
والريح نائحة والسحب سافحة ... والغدر طافحة والورق قد صدحت .
وقهوة كوميض البرق صافية ... كأنها من أديم الشمس قد رشحت .
عذراء شمطاء قد جف النشاط بها ... لولا المزاج إلى ندمانها جمحت .
رقيقة الجرم يستخفي المزاج بها ... كأنها دون جرم الشمس قد سفحت