عاديت مرآتي وآذنتها ... بالهجر ما كانت وما كنت .
فأقفرت مني ومن طلعتي ... كما من اللذات أقفرت .
وقد أراها شغلي نزهة ... قبلة وجهي حيث يممت .
كانت تريني العمر مستقبلاً ... وهي تريني الموت مذ شبت .
؟ ابن الأخوة .
عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم ابن الأخوة العطار أبو الفضل . سمع أبا الفوارس طراد الزينبي وأبا الخطاب نصر بن البطر والحسين النعالي وغيرهم وسافر إلى خراسان في طلب الحديث وسمع بنيسابور وبالري وبطبرستان وبأصبهان وقرأ بنفسه ونسخ بخطه ما لا يدخل تحت الحد وكان يكتب خطاً مليحاً وكان سريع القراءة والكتابة .
قال محب الدين بن النجار : رأيت بخطه كتاب التنبيه في الفقه لأبي إسحاق الشيرازي وقد ذكر في آخره أنه كتبه في يوم واحد وكانت له معرفة بالحديث والأدب وله شعر وكان يقول : كتبت بخطي ألف مجلدة وتوفي سنة ثمان وأربعين وخمس مائة بشيراز ورمي بأنه كان يقرأ معجم الطبراني ورقتين ويترك حديثاً وحديثين رواه السمعاني عن يحيى بن عبد الملك بن أبي المسلم المكي وكان شاباً صالحاً . ومن شعره : البسيط .
ما الناس ناس فسرح إن خلوت بهم ... فأنت ما حضروا في خلوة أبدا .
ولا يغرنك أثواب لهم حسنت ... فليس حاملها من تحتها أحدا .
القرد قرد وإن حليته ذهباً ... والكلب كلب وإن سميته أسد .
ومنه : البسيط .
أنفقت شرخ شبابي في دياركم ... فما حظيت ولا أحمدت إنفاقي .
وخير عمري الذي ولى وقد ولعت ... به الهموم فكيف الظن بالباقي .
ومنه : الطويل .
ولما التقى للبين خدي وخدها ... تلاقى بهار ذابل وجنى ورد .
ولفت يد التوديع عطفي بعطفها ... كما لفت النكباء ما يستي رند .
وأذرى النوى دمعي خلال دموعها ... كما نظم الياقوت والدر في عقد .
وولت وبي من لوعة الوجد ما بها ... كما عندها من حرقة البين ما عندي .
ومنه : الكامل .
الدهر كالميزان يرفع ناقصاً ... أبداً ويخفض زائد المقدار .
وإذا انتحى الإنصاف عادل عدله ... في الوزن بين حديدة ونضار .
قلت : شعر جيد .
مجد الدين الجزري .
عبد الرحيم بن أبي بكر مجد الدين الجزري الفقيه النحوي الصوفي . كان من كبار النحاة وله حلقة أشغال وفيه عشرة وانطباع . ابتلي بحب شاب وقويت عليه السوداء ففسدت مخيلته فأغلق عليه الخانقاه الشهابية وطلع إلى السطح وألقى نفسه إلى الطريق فمات سنة ثمان وتسعين وست مائة في ثاني عشر شهر رمضان يوم الجمعة وقت الصلاة .
ابن الدقدق الشاعر .
عبد الرحيم بن أبي بكر بن عبد الباقي أبو منصور الشاعر الواسطي المعروف بابن الدقدق بدالين مهملتين وقافين ولد سنة اثنتين وستين وخمس مائة بواسط وقدم بغداذ وروى بها شيئاً من شعره سنة عشرين وست مائة . ومن شعره : الوافر .
سقاها بعد عافية الرسوم ... مجش رواعد هزج النسيم .
وعاهدت العهاد عهود سلمى ... ترم برامة شعث الرميم .
وصافحت الربوع يدا ربيع ... تشق به عن الزهر الوسيم .
وناوحت الحمائم في النواحي ... على الأغصان غريد القدوم .
ديار طالما خلعت عذاراً ... عذاراها عن الورع الحليم .
وصدت عينها عيني محب ... يهيم صدى عن الورد الغميم .
وحجبن الحواجب محميات ... بما جردن من دل رخيم .
وسلطن القدود فما لصب ... يقد بلين قد من رحيم .
وصوبن السهام فكيف ينجو ... فؤاد ترتميه لحاظ ريم .
قلت : شعر أكثر فيه من الجناس فأدى إلى الإملال .
عبد الرحيم بن جعفر .
عبد الرحيم بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب . كان من الرؤساء الأجلاء أديباً شاعراً شريف الأخلاق نجيباً فصيحاً ولاه المعتصم اليمن فأقام بها وأقره الواثق بعده ثم عزله بإيتاخ فأشخصه وحبسه وطالبه بأموال فمات في الحبس سنة تسع وعشرين ومائتين ومن شعره : المنسرح