رويدك يا إنسان عين زماننا ... فقد لاحظ الإقبال والسعد أوهما .
ووقف هو وأخواه أبو بكر محمد وأبو الحكم عبد الرحيم على قبر أبيهم أبي حفص فقال أبو القاسم : البسيط .
يا أيها الواقف استغفر لمودعه ... رب العباد ورب المجد والكرم .
فقال أبو بكر : .
واحذر هجوم المنايا واستعد لها ... وعد نفسك إحدى هذه الرمم .
فقال أبو الحكم : .
ولا تغرنك الدنيا وزينتها ... فكم أبادت وكم أفنت من الأمم .
وهي طويلة أكثر من هذا ونقشوها على قبر أبيهم في مرمرة .
عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب .
عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب هم ثلاثة . الأكبر منهم هو أبو بيهس وبيهس لقب اسمه عبد الله وعبد الرحمن الأكبر هذا أدرك بسنه النبي A ولم يحفظ عنه .
وعبد الرحمن بن عمر الأوسط هو أبو شحمة وهو الذي ضربه عمرو بن العاص بمصر في الخمر ثم حمله إلى المدينة فضربه أبوه أدب الوالد ثم مرض ومات بعد شهر . قال ابن عبد البر : هكذا يروي معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه وأما أهل العراق فيقولون إنه مات تحت سياط عمر وذلك غلط .
وعبد الرحمن بن عمر الأصغر هو أبو المجبر وإنما سمي بذلك لأنه وقع وهو صغير فتكسر فأتي به إلى حفصة أم المؤمنين فقيل لها انظري إلى ابن أخيك المكسر فقال : ليس والله بالمكسر ولكنه المجبر .
النحاس مسند مصر .
عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد أبو محمد التجيبي المعروف بالنحاس مسند ديار مصر في وقته . كان الخطيب قد هم بالرحلة إليه لعلو سنده وحديثه أعلى ما في الخلعيات . توفي سنة ست عشرة وأربع مائة .
الشنشتري الطبيب .
عبد الرحمن بن عمر بن علي الهاشمي الجعفري الشنشتري الطبيب . قدم بغداذ ونزل بالنظامية وتفقه ومهر في الطب وتخرج بابن الصباغ وبابن القسيس ثم برع في الإنشاء والأدب وكتابة المنسوب وأيام الناس فنوه عز الدين الجعفري متولي البصرة بذكره وأجزل عطاءه واتصل بصاحب الديوان علاء الدين وحصل الأموال بالطب . ثم إنه أقبل على التصوف ودخل في تلك المضائق وعمر خانقاه صير نفسه شيخها وعظم شأنه عند خربندا وبقي دخله في العام سبعين ألفاً إلى أن مات سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة وقد شاخ وهو والد نظام الدين شيخ الربوة بدمشق .
المشارف كمال الدين الأرمنتي .
عبد الرحمن بن عمر بن الحسن بن علي كمال الدين الشيمي الأرمنتي يعرف بالمشارف وكان كريماً جواداً كثير المروءة والفتوة شاعراً أديباً تقلب في الخدم الديوانية وكان فقيهاً حسن السيرة توفي في سنة تسع وسبع مائة . ومن شعره : المديد .
حبست جفني على الأرق ... نغمات الورق في الورق .
وانعطاف الغصن صيرني ... واختلاف النور في نسق .
هائماً لم أدر ما فعلت ... يد هذا البين بالأفق .
ومنه : الوافر .
ألحظك فيه سحر أم حسامٌ ... وخدك فيه ورد أم ضرام .
وثغرك فيه در أم أقاح ... وما في فيك شهد أم مدام .
خطرت فكان من فرط التثني ... يغرد فوق عطفيك الحمام .
أيا من خص بالتعذيب قلبي ... أما في الوصل بعدك لي مرام .
أبو عمرو الأوزاعي .
عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد أبو عمرو الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم . سكن بظاهر الفراديس بمحلة الأوزاع ثم تحول إلى بيروت فرابط بها إلى أن مات سنة سبع وخمسين ومائة والأوزاع بطن من همدان وولد سنة ثمانين .
وكان ثقة مأموناً فاضلاً خيراً كثير العلم والحديث والفقه حجة . روى عن عطاء بن أبي رباح والقاسم ابن مخيمرة ومحمد بن سيرين حكاية والزهري ومحمد بن علي الباقر وإسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر وقتادة وعمرو بن شعيب وربيعة بن يزيد وشداد وأبي عمار وعبدة ابن أبي لبابة وبلال بن سعد ومحمد بن إبراهيم التيمي ويحيى بن أبي كثير وعبد الله بن عامر اليحصبي ومكحول وأبي كثير السحيمي وخلق .
وكانت صناعته الكتابة والترسل ورسائله تؤثر قال ابن المنذر بشر : كان الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع وقال ابن مسهر : كان يحيي الليل صلاة وقرآناً وكان يقول : لا بأس بإصلاح اللحن