أبا يحيى أما في الدن فضل ... تجود به فقد طال الظماء .
فأطلعها لنا حمراء نبصر ... بها شفقاً تضمنها الإناء .
وليس بلونها لكن أغبت ... زيارتها فخامرها الحياء .
فبعث إليه بمطلوبه وكتب إليه مراجعاً : الوافر .
نعم نعمت بك العلياء خذها ... معتقة كما طلعت ذكاء .
فأما طعمها فألذ شيء ... كان مزاجها عسل وماء .
بعثت بها على الغرض الموفي ... وحسبي ما تتضمنه الإناء .
أدام الله رفعتكم فهمت إشارتك في معنى البيت المشار إليه وعرضت منه بمثله : البسيط .
فسقياني شراباً نام طابخه ... نصف النهار ونصفاً لم يجد حطبا .
وكتب ابن مسعدة إلى أبي بكر يزيد بن محمد بن صقلاب : الوافر .
أبا بكر ودادك من ضميري ... كرقم يحابر أعي الصناعا .
وأنسى أن الرقاع وأم سلمى ... فما لي لا أضمنه الرقاعا .
وأكتم لوعتي حفظاً لشيبٍ ... لحى في الحب من كشف القناعا .
وخلة واصل بالذات تبقى ... بالإعراض لا تألو انقطاعا .
وإن يك طيفك الساري سهيلا ... قنعت به على البعد اطلاعا .
وحسبي نفثة في عقد سحر ... لخمسك تلأم النفس الشعاعا .
فكتب ابن صقلاب : الوافر .
خلفت وإنها ليمين صدق ... كشفت بها إلى الخصم القناعا .
لقدك في لطيف الوهم مثوى ... أمنت به من الحدق اطلاعا .
وكنت أقول في قلبي ولكن ... خشيت عليه من كبدي انصداعا .
متى ما شئت لقيا أمسكتني ... ولم أثقل لها في الحين باعا .
إذا تدعو فأول من يلبي ... وإن تأمر فأول من أطاعا .
فزد بضمائري شرب التصافي ... ورد حوض الهوى في انتجاعا .
أأسترها علاقة مستهام ... فشا ولهاً بكم ونمى وشاعا .
ويا لله لا أنسى رياضاً ... سلبت بها مسالمة الشجاعا .
جرى الأدب المعين بحافتيها ... وأخدمها الخواطر واليراعا .
غلبت بها النجوم على سراها ... وضمنت الربيع بها الرقاعا .
وخذها من يدي زمن ظلوم ... تقسم صرفه النفس الشعاعا .
قلت : قوله مسالمة الشجاعا لحن فما أدري علام نصب الشجاع وهو مضاف وكأن يشير في هذا إلى البيت الذي يمثل به النحاة وهو : الرجز .
قد سالم الحيات منه القدما ... الأفعوان والشجاع الشجعما .
مستشهدين على نصب الأفعوان والشجاع بأنه مفعول سالم والقدما تثنية قدم وإنما سقطت النون وتقديره : قد سالم القدمان منه الحيات والأفعوان وما بعده بدل .
ابن شقف الأتون البغداذي .
عبد الرحمن بن علي بن حمزة بن أحمد بن حمزة أبو محمد المقرئ المعروف بابن شقف الأتون البغداذي . قرأ بالروايات على والده وعلى أبي بكر محمد بن الحسين المرزفي وأبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري والشريف أبي الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي وعبد الله سبط ابن الخياط وغيرهم . وسمع من ابن الحصين وابن البناء وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد الفزاز وغيرهم توفي سنة ست وسبعين وخمس مائة .
ابن التانرايا البغداذي .
عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن علي بن محمد أبو محمد الواعظ المعروف بابن التانرايا الأولى تاء مثناة من فوق والثانية نون البغداذي . قرأ الفقه على أبي الفتح بن المني وناظر الفقهاء وصحب ابن الجوزي أبا الفرج وقرأ عليه وتكلم على المنابر في الوعظ مدة وتولى مشيخة رباط الزوزني واستنابه القاضي أبو صالح الجيلي وأذن له في سماع البينة والإسجال عنه وعزل بعزل أبي صالح . وأدركه أجله فجأة بعد يومين من عزله سنة ست وعشرين وست مائة .
صدر الدين القرميسني .
عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن مهران الفقيه صدر الدين ابن العلامة أبي الحسن القرميسيني الشافعي الإسكندري الحاكم . ولي الحكم بالغربية مدة وخدم في الديوان مدة ودرس بمصر بزاوية المسجد البهنسي مدة وله شعر وأدب . وتوفي سنة أربع وثلاثين وست مائة . ومن شعره : الخفيف