عبد الرحمن بن الأسود النخعي . يروي عن أبيه وعن عمه علقمة بن قيس وعائشة وابن الزبير وأدرك عمر . يقال أنه صام حتى احترق لسانه ولم يزل يقرأ القرآن حتى مات سنة ثمان وتسعين للهجرة وروى له الجماعة .
أبو القاسم المالقي .
عبد الرحمن بن أيوب بن تمام أبو القاسم الأنصاري المالقي روى عن جماعة كان عالماً بالعربية واللغة والآداب مبرزاً فيها مع مشاركة في الفقه والحديث . توفي سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة .
الرشيد النابلسي .
عبد الرحمن بن بدر بن الحسن بن المفرج بن بكار رشيد الدين النابلسي الشاعر مدح الناصر وأولاده وأولاد العادل وهو عم الحافظ شرف الدين يوسف بن الحسن النابلسي . نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال : أنشدني لنفسه في شهور سنة سبع وتسعين وخمس مائة وقد رأى مليحاً بديع الصورة بين أسودين قبيحي الصورة : البسيط .
لله من عاينت عيني محاسنه ... يوماً فعوذته بالله من عيني .
يختال كالغصن تهياً في شمائله ... ما بين عبدين لون الليل علجين .
فقلت والشوق يطويني وينشرني ... لم ألق قبلك صبحاً بين ليلين .
فمر يضحك من قولي وقال : بلى ... كم قد رأى الناس سعداً بين نحسين .
قال : وأنشدني لنفسه غزلاً في محبوبه : المنسرح .
يا من عيون الأنام ترقبه ... رقبة شهر الصيام والفطر .
وإنما يرقب الهلال فلم ... ترقب بعد الكمال يا بدري .
ومن شعره قصيدة لها أربع قواف : رجز .
كم الحشى معذبموجعمع المدىصب الفؤاد مغرم .
بناره ملتهبملذعما خمداأواره والضرم .
حكم في أشنبممنعمن الفدافهو الأسير المسلم .
مبتعد مجتنبمودعتعمداوهو القريب الأمم .
زمانه تعتبوولعوقد أكمدامن غر فهو يحكم .
ما الحب إلا لهبومدمعتجدداولوعة وسقم .
يا هل إليه سببممتعيولي يدامن لبه مخترم .
ما أنا إلا أشعبوأطمعفيما عدامما إليه سلم .
وهي تسعة وعشرون بيتاً . ومن شعره : الرجز .
ما لك والورق على أوراقها ... تعجم ما يعرب عن أشواقها .
دعها وما هيجها فإنها ... أو ألف تفرق من فراقها .
وإنما يريب ذا الوجد بها ... ملبسها الحلي في أطواقها .
أفدي الأولى فارقتهم فمهجتي ... لا تطمع الأساة في إفراقها .
سروا بدوراً في دجى غدائر ... أعاذها الرحمن من مخلوقها .
غواراباً أفلاكها غوارب ... تزري بضوء الشمس في إشراقها .
تساق لبين المشت عيسها ... وأنفس العشاق في سياقها .
فكم حشاً نطوي على حريقه ... وأدمع تنشر من آماقها .
ومنه الخفيف .
هز لدنا من قده سمهريا ... ومن اللحظ صارماً مشرفيا .
شادن أرسل الجفون سهاماً ... حين أبدى من حاجبيه قسيا .
من بني الترك ما رنا ورمى حب ... ة قلب إلا وأصمى الرميا .
مخطف الخصر والسهام ولما أر ... شق في الرمي راشقاً تركيا .
فهو شاكي السلاح ما زال من قت ... ل محبيه يركب المنهيا .
وأظن أن الرشيد النابلسي كان يلقب مدلويه وفيه يقول الصاحب شرف الدين ابن عنين : السريع .
جال على حجرته مدلويه ... فويه من أفعاله ثم ويه .
كأنه الرحبي في حمقه ... فلعنة الله على والديه .
وفيه يقول لما اعتكف النجيب غلام الكندي في جامع دمشق وجلس الرشيد في الجامع يقرأ شعره : البسيط .
اثنان في الجامع المعمور ليس على ... كل البرية في صفعيهما حرج .
هذاك قد أنف الفساق منه وذا ... تتلى عليه مساويه فيبتهج .
وفي الرشيد يقول وقد صفح : الخفيف .
قيل لي إن مدلويه بن بدر قتلوه بالصفع أشنع قتل .
قلت عظمتهم القضية في دل ... وٍ خليع قد رقعوه بنعل .
وفيه يقول : المتقارب .
تعجب قوم لصفع الرشيد ... وذلك ما زال من دأبه .
رحمت انكسار قلوب النعال ... وقد دنسوها بأثوابه .
فوالله ما صفعوه بها ... ولكنهم صفعوها به