قال البلاذري : أم البنين صاحبة وضاح اليمن ليست ببنت عبد العزيز بن مروان وإنما هي أم البنين بنت المحرم من حمير من أهل اليمن وكانت جميلة عشقها وضاح وعشقته فتزوجها وخرج بها إلى مكة وطلقها فحج الوليد وهي بمكة فبلغه حسنها وجمالها فتزوجها وخرج بها إلى الشام وخرج وضاح خلفها ففعل به الوليد ما فعل .
قلت : أنا في حيرة من أمر أم البنين وما جرى لها مع وضاح . إن قلنا إنها بنت عبد العزيز فنحاشيها من ذلك لأنها كانت من العفائف العابدات وقد قيل إنها كانت توجد في ذلك المكان تبكي إلى أن وجدت يوماً مكبوبة على وجهها ميتة وهذا لا يصح أيضاً فإنها توفيت سنة سبع عشرة ومائة والوليد توفي سنة تسع وستين وكان أبوه قد زوجه إياها في حال حياته .
وإن قلنا أن أم البنين هي بنت المحرم الحميرية فلا يصح احتمال الوليد قصتها مع وضاح اليمن وأنه ما واجهها بذلك لأنه إنما فعل ذلك مع أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان لشرفها ومكانها من قومها والله أعلم بحقيقة الحال في ذلك .
أبو عيسى الخولاني النحوي المصري .
عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان الخولاني النحوي العروضي الخشاب أبو عيسى المصري . مات سنة ست وستين وثلاث مائة . وهو صاحب المرثية البائية التي قالها في ابن يونس الصدفي المؤرخ واسمه عبد الرحمن بن أحمد وأولها : البسيط .
بثثت علمك تشريقاً وتغريباً ... وعدت بعد لذيذ العيش مندوبا .
وقد مرت الأبيات في ترجمة ابن يونس .
أبو محمد الوراق .
عبد الرحمن بن إسماعيل بن محمد بن علي بن عبد العزيز أبو محمد الوراق البغداذي . كتب بخطه الكثير توريقاً للناس وكان حفظة للحكايات والأشعار المستحسنة وكان صدوقاً صالحاً . سمع محمد بن محمد بن محمد بن اللحاس وأحمد بن محمد الرحبي البواب . وتوفي سنة ست عشرين وست مائة .
أبو محمد البغداذي .
عبد الرحمن بن إسماعيل بن محمد بن يحيى الزبيدي أبو محمد البغدادي الشافعي . سمع في صباه من ابن البطي وأحمد بن بنيمان البقال وعبد الله بن المبارك بن البقلي وغيرهم وبرع في الفقه وصار معيداً بمدرسة أم الخليفة جوار معروف الكرخي . وكانت لديه يد باسطة في الفرائض والحساب ثم رتب شيخاً برباط الشونيزية وتوفي سنة عشرين وست مائة .
وبرع في الفقه وصار معيداً بمدرسة أم الخليفة جوار معروف الكرخي . وكانت لديه يد باسطة في الفرائض والحساب ثم رتب شيخاً برباط الشونيزية وتوفي سنة عشرة وست مائة .
شيخ الشيوخ .
عبد الرحمن بن إسماعيل بن أحمد بن محمد شيخ الشيوخ صدر الدين أبو القاسم بن أبي البركات بن أبي سعد النيسابوري ثم البغدادي شيخ الشيوخ . كان حسن النثر والنظم له رأي ودهاء وتقدم وجاه عريض وكان و المشار إليه في حسن الرأي والتدبير مع الزهد والورع والعبادة . ترسل إلى الشام وكانت الملوك تستغني برأيه توفي بالرحبة سنة ثمانين وخمس مائة وكان كفنه معه من غزل أمه ودينار من غزل أمه لتجهيزه أينما سافر وأظنه هو الذي لما اجتمع بالسلطان صالح الدين وقام من عنده قدم السلطان مداسه فقال القاضي الفاضل : هذا ما بقي يصلح إلا للرؤوس فقال الشيخ صدر الدين : بمس الله يا مولانا المملوك فقير ومذهبه الإيثار . ومن شعره : البسيط .
من عاش في أهله أبدوا سآمته ... وعافه منهم أهل وجيران .
يحنو وداداً وتبدو منهم إحن ... وليس يألوهم نصحاً وإن خانوا .
يهوى لإيثارهم موتاً يعاجله ... والمرتجى بعده عفو وغفران .
إن بان من بينهم سروا بغيبته ... وليس يهناؤه عيش إذا بانوا .
ومنه من أبيات : الكامل .
سافر بهمك في مقامات الرضى ... واسرح بقلبك في رياض الأنس .
تصفو صفاتك من كدورات الهوى ... وتعيش فرحاً بين جمع الإنس .
شمر فقد وضح الطريق إلى الهدى ... والحر موعده زوال اللبس .
من عاف شهوته وعف ضميره ... فهو المعافي من عيوب النفس .
عبد الرحمن الزهري .
عبد الرحمن بن الأسود الزهري روى عن أبي بكر وعمر وغيرهما . وتوفي في حدود السبعين من الهجرة وروى له البخاري وأبو داود وابن ماجة .
أبو حفص النخعي