قوله : ما زلت تلهج بالتاريخ تكتبه البيت مأخوذ من خبر لعلي بن أبي طالب Bه وهو أنه كان رجل مجنون في زمانه يمشي أمام الجنائز وينادي : الرحيل الرحيل لا تكاد جنازة تخلو منه فمرت يوماً جنازة بعلي ابن أبي طالب ولم يره أمامها ولم يسمع نداءه فسأل عنه فقيل له : هو هذا الميت فقال : لا إله إلا الله . الكامل .
ما زال يصرخ بالرحيل مناديا ... حتى أناخ ببابه الجمال .
وقال الأصمعي : حدثني أبي قال : رأيت رجلاً على قصر أويس أيام الطاعون وبيده كوز يعد الموتى فيه بالحصى فعد في أول يوم ثمانين ألفاً . ثم عد في اليوم الثاني مائة ألف فمر قوم بميتهم فرأوه ثم رجعوا فرأوا على الكوز رجلاً غيره فسألوا عنه فقال : وقع في الكوز . ومثل هذا قول التهامي : الكامل .
حكم المنية في البرية جار ... ما هذه الدنيا بدار قرار .
بينا يرى الإنسان فيها مخبراً ... حتى يرى خبراً من الأخبار .
ابن العجوز .
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن الكتامي الفقيه المالكي أبو عبد الرحمن السبتي يعرف بابن العجوز . إليه كانت الرحلة بالمغرب وعليه مدار الفتوى وفي عقبه نجباء .
ابن عجب .
عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد أبو المطرف البكري عرف بابن عجب الحافظ لمذهب مالك . توفي سنة أربع وأربع مائة .
عبد الرحمن بن أرطاة .
عبد الرحمن بن أرطاة وقيل ابن سيحان بن أرطاة بن سيحان ينتهي إلى مضر بن نزار . هو شاعر مقل إسلامي ليس من الفحول المشهورين ولكنه يقول في الغزل والفخر والشراب وهو أحد المعاقرين للشراب المحدودين فيه . وكان مع بني أمية كواحد منهم إلا أنه اختص بآل أبي سفيان وآل عثمان . وكان ينادم الوليد بن عثمان فأصابه ذات يوم خمار فذهب لسانه وسكنت أطرافه وصرخ أهله عليه فجاءه الوليد فزعاً فلما رآه قال : أخي مخمور ورب الكعبة ثم أمر غلامه فأتاه بشراب من منزله فأمر به فأسخن وسقاه إياه وقيأه وصنع له حساء وجعل على رأسه دهناً وجعل رجليه في ماء سخن فما لبث أن انطلق وذهب ما كان به فقال يذكر تلك الإداوة التي أحضر له فيها الشراب : الكامل .
حنت إلى برق فقلت لها قري ... بعض الحنين فإن شجوك شائقي .
بأبي الوليد وأم نفسي كلما ... بدت النجوم وذر قرن الشارق .
أثوى فأكرم في الثواء وقضيت ... حاجاتنا من عند أورع باسق .
كم عنده من نائل وسماحةٍ ... وفضائل معدودةٍ وخلائق .
وكرامة للمعتفين إذا اعتفوا ... في ماله حقاً وقول صادق .
لا تبعدن إداوة مطروحة ... كانت حديثاً للشراب العاتق .
الزجاجي .
عبد الرحمن بن إسحاق النهاوندي أبو القاسم الزجاجي النحوي صاحب الجمل . أصله من صيمر نزل بغداذ ولزم أبا إسحاق الزجاج حتى برع في النحو ثم نزل حلب ثم دمشق . وأملى عن محمد بن العباس اليزيدي وعلي بن سليمان الأخفش وابن دريد وغيرهم .
وصنف الجمل بمكة وكان إذا فرغ الباب طاف به أسبوعاً ودعا بالمغفرة . وللنحاة عليه مؤاخذات معروفة في هذا الكتاب والجزولية حواش عليه . وتوفي سنة أربعين وثلاث مائة . وله كتاب الإيضاح في النحو وشرح خطبة أدب الكاتب والمخترع في القوافي والكافي في النحو وكتاب اللامات كبير وشرح كتاب الألف واللام للمازني في النحو وله آمال حسنة جامعة لفنون الأدب من النحو واللغة والأشعار والأخبار .
أبو القاسم الأزدي .
عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الرحمن أبو القاسم الأزدي ابن الحداد التونسي شارح الشاطبية . كان قد رحل وسمعها من الناظم وتلا عليه بالسبع . سمع ابن بقي وجماعة ودخل الأندلس وبها لقيه ابن مسدي وتوفي سنة ست وعشرين وست مائة أو سنة خمس وعشرين وهو الصحيح .
أبو شامة المقدسي