تلقته أصناف الملائك بهجة ... بمقدمه الأسنى على ذلك السنن .
تقول له أهلاً وسهلاً ومرحباً ... بخير فتى وافي إلى ذلك الوطن .
أبو الحسن النيسابوري .
عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الحسين القاضي أبو الحسن ابن الإمام أبي سعيد النيسابوري أحد رجال الدهر علماً ورئاسة وسؤدداً . عرض عليه المطيع لله قضاء بغداذ فأبى . وتوفي سنة سبع وخمسين وثلاث مائة .
عبد الحميد الكتامي الأسيوطي .
عبد الحميد بن عبد المحسن الكتامي الأسيوطي قال من قصيدة مدح بها القاضي الفاضل : الكامل .
والروض قد راض الخواطر بعدما ... ركضت خيول الغيث في جنباته .
قد أشرع الأرماح أغصاناً وقد ... نشر الشقيق هناك من راياته .
وترنحت أغصانه بنسيمه ... لتشاجر الأطيار في سحراته .
كتب الغمام به سطور منمق ... في خطه ودواته من ذاته .
ورأت طيور الدوح حسن كتابه ... فغدت له همزاً على ألفاته .
مختص الدين ابن أبي الرجاء .
عبد الحميد بن عبد المجيد بن محمد بن عبد الله بن أبي الرجاء هو مختص الدين كان من أئمة أصبهان الشافعية . قال العماد الكاتب : فارقته بها حياً ولم أسمع بعد ذلك سوى خبر سلامته شيئاً . وأورد له : الوافر .
ألا يا ليت دهري صار شخصاً ... ويدرك فهمه رتب الكلام .
لأعرف منه في سر لماذا ... أصر على معاداة الكرام .
وأورد له أيضاً : الوافر .
إمام العصر لا أحصي ثناء ... عليك فأنت أكرم من ثنائي .
وإني فيك معترف بعجزي ... ولكن لا أقل من الدعاء .
عز الدين ابن أبي الحديد .
عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن محمد ابن أبي الحديد عز الدين أبو حامد المدائني المعتزلي الفقيه الشاعر أخو موفق الدين . ولد سنة ست وثمانين وخمس مائة وتوفي سنة خمس وخمسين وست مائة . وهو معدود في أعيان الشعراء وله ديوان مشهور روى عنه الدمياطي . ومن تصانيفه القلك الدائر على المثل السائر صنفه في ثلاثة عشر يوماً . وكتب إليه أخوه موفق الدين : السريع .
المثل السائر يا سيدي ... صنفت فيه الفلك الدائرا .
لكن هذا فلك دائر ... أصبحت فيه المثل السائرا .
ونظم فصيح ثعلب في يوم وليلة وشرح نهج البلاغة في ستة عشر مجلداً وله تعليقات على كتابي المحصل والمحصول للإمام فخر الدين .
ومن شعره : الطويل .
وحقك لو أدخلتني النار قلت لل ... ذين بها قد كنت ممن يحبه .
وأفنيت عمري في دقيق علومه ... وما بغيتي إلا رضاه وقربه .
هبوني مسيئاً أوتغ الحلم جهله ... وأبقه دون البرية ذنبه .
أما يقتضي شرع التكرم عفوه ... أيحسن أن ينسي هواه وحبه .
أما رد زيغ ابن الخطيب وشكه ... وتمويهه في الدين إذ جل خطبه .
أما كان ينوي الحق فيما يقوله ... ألم تنصر التوحيد والعدل كتبه .
وقلت أنا رداً عليه في وزنه ورويه : الطويل .
علمنا بهذا القول أنك آخذ ... بقول اعتزال جل في الدين خطبه .
فتزعم أن الله في الحشر ما يرى ... وذاك اعتقاد سوف يرديك غبه .
وتنفي صفات الله وهي قديمة ... وقد أثبتتها عن إلهك كتبه .
وتعتقد القرآن خلقاً ومحدثاً ... وذلك داء عز في الناس طبه .
وتثبت للعبد الضعيف مشيئة ... يكون بها ما لم يقدره ربه .
وأشياء من هذي الفضائح جمة ... فأيكما داعي الضلال وحزبه .
ومن ذا الذي أضحى قريباً إلى الهدى ... وحامي عن الدين الحنيفي ذبه .
وما ضر فخر الدين قول نظمته ... وفيه شناع مفرط إذ تسبه .
وقد كان ذا نور يقود إلى الهدى ... إذا طلعت في حندس الشك شهبه .
ولو كنت تعطي قدر نفسك حقه ... لأخمدت جمراً بالمحال تشبه .
وما أنت من أقرانه يوم معرك ... ولا لك يوماً بالإمام تشبه