عبد الله الفاتولة الحلبي الدمشقي شيخٌ مسن حرفوشٌ مكشوف الرأس عليه دلقٌ رقيق وسخ من رقاع وله مجمرة يجلس عند قناة عقبة الكتان ولا يقرب الصلاة ثابت العقل ولا يسأل أحداً شيئاً ويذكر الناس له كراماتٍ وكان الصبيان يعبثون به فيزط عليهم . وكانت له جنازةٌ حفلة وتوفي سنة سبعمائة .
النحوي الكوفي أبو عبد الله الطوال أحد الأئمة في نحو الكوفيين . له مذهبٌ وذكرٌ قديمٌ وهو في وقتنا خامل الذكر لخمول نحو الكوفيين . توفي . . .
الصقلي أبو عبد الله العروضي الصقلي أحد العلماء الرواة الحفاظ الثقات العالمين بجميع التواريخ والأخبار وملح الآداب والأشعار . كان يسامر الملوك والأمراء وينادم السادات والوزراء عالمٌ بالغناء أربى فيه على المتقدمين وعلمه بالعروض والقوافي والأوزان كعلم الخليل . وله شعرٌ منه : من المنسرح .
وسنان طرفٍ يبيت في دعةٍ ... وليس طرفي عنه بوسنان .
كان أجفان عينه حلفت ... الا تذوق الرقاد أجفاني .
ومنه : من الكامل .
لما نظرنا إلي من حدق المها ... وبسمن عن متفتح النوار .
وحللن أطراف الخمار مجانةً ... عن جنح ليلٍ فاحمٍ ونهار .
وشددن بين قضيب بانٍ ناعمٍ ... وكثيب رملٍ عقدة الزنار .
عفرت وجهي في الثرى لك ساجداً ... وعزمت فيك على دخول النار .
المغربي عبد الله البلوي . من أهل باجة القمح . قال ابن رشيق في الأنموذج : شاعرٌ قديمٌ معروفٌ بحب الغريب من اللغة ويورد كثيراً في أشعاره من ذلك ولا يبالي بلفظه كيف وقع وربما سهل طريقه فجاء فوق المراد من ذلك قوله في فرس : من الرجز .
يدير في ملمومةٍ كالفهر ... أذناً كأطراف اليراع المبري .
مدلق الخد رحيب السحر ... عذاره من خده في السطر .
وقوله : من الرجز .
قد أغتدي قبل نعيب الأسحم ... بسابحٍ قانٍ كلون العندم .
ليس بفرساحٍ ولا بأقتم ... ولا بمضطرٍّ ولا بأهضم .
منهرت الشدق ممر المعصم ... تصل في فيه فؤوس الألجم .
يصهل في مثل الطوى المحكم ... يعدو بساقي نقنقٍ مصلم .
قد ركبا في سنبكٍ عثمثم ... مجتمعٍ كالحجر الململم .
باطنه فيه مغار الشيهم .
وقوله : من الطويل .
وحول بيوت الحي جردٌ وترى لها ... إذا ما علا صوت الصريخ تحمحما .
وفي الحي فتيانٌ تخال وجوههم ... إذا سفروا في ظلمة الليل أنجما .
منها : من الطويل .
إذا ما تتوجنا فلا ناس غيرنا ... ونمنع من شئناه أن يتعمما .
وكنا ذوي التيجان قبل محمدٍ ... ومن بعده نلنا الفخار المعظما .
المنوفي المالكي عبد الله بن المنوفي المالكي العالم الصالح . أخبرني من لفظه العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي قال : إجتمع به الأمير سيف الدين بكتمر الساقي زائراً وحمل إليه سبعين ألف درهم فامتنع من قبولها وقال له : مالي بها حاجة . فقال له ففرقها على من تختار فقال : نعم حتى أنظر في ذلك إِلى غد . فلما أصبح ردها وقال : ما أعرف أحداً ! .
فأخذوها منه . وقال أيضاً أنه جاء في بعض الأيام إِلى شواء عنده رأس غنمٍ قد شواه فقال له : بكم هذا ؟ فقال : بخمسة وعشرين درهماً فقال : هات الميزان ! .
ووزن له الثمن وطلب حمالاً فحمل له ذلك الرأس وتوجه به إِلى كيمان البرقية ودعا الكلاب وجعلهم من ذلك الرأس إِلى أن فرغ فغسل يده ودفع إِلى الحمال أجرته فراح الحمال إِلى الشواء وقال له : هذا الذي أشترى منك هذا الرأس مجنونٌ لأنه توجه به وأطعمه الكلاب فقال له الشواء : ولا الله إلا هذا رجلٌ صالح لأنه لم يكن عندي غيره ولما أصبحت اليوم وجدته ميتاً وأنا لا أملك غيره فشويته على أني أبيعه فجاء وفعل ما رأيت فأطعمه الكلاب حتى لا يأكل الناس منه . وكان Bه من العلماء المجيدين في مذهب الإمام مالك يقري الناس وتوفي في سابع شهر رمضان سنة تسع وأربعين وسبعمائة .
القاق