عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب . روى عن أبيه . كان جواداً ممدحاً شاعراً من رجال العالم وأبناء الدنيا . خرج بالكوفة وجمع خلقاً ونزع الطاعة وجرت له أمورٌ يطول شرحها . ثم لحق بإصبهان وغلب على تلك الديار ثم ظفر أبو مسلم الخراساني فقتله . وقيل : سجنه إلى أن مات . ذكره ابن حزم في الملل والنحل قال : كان رديء الدين معطلاً يصحب الدهرية وذهب بعض الكيسانيةالى أن عبد الله حيٌّ لم يمت وأنه بجبال إصبهان ولا بد أن يظهر . وكانت قتلته في حدود الثلاثين ومائة وهو رئيس الجناحية من الرافضة . قال ابن أبي الدم في الفرق الإسلامية : زعمت هذه الفرقة أن الأرواح تتناسخ وأن روح الله حلت في آدم ثم في الأنبياء بعده إلى محمدٍ A ثم في علىٌّ ثم في أولاده الثلاثة من بعده ثم صارت إلى عبد الله بن معاوية وأنه حيٌّ لم يمت مقيمٌ بجبال إصبهان . وذهبوا إلى القول بإلهية الأنبياء والأئمة وكفروا بالقيامة فأنكروها وأباحوا شرب الخمر وأكل الميتة فكفروا بجميع ذلك . وكان قد خرج عبد الله هذا قبيل الدولة العباسية أوان اختلاف النزارية واليمنية وقال : إني أجد الذي يلي الخلافة من بني هاشم اسمه عبد الله وليس فيهم من اسمه عبد الله يستحق ذلك غيري فقدم الكوفة وجمع وأظهر أمره بالجبانة وعلى العراق عبد الله بن عمر بن عبد العزيز من قبل مروان بن محمد فوجه إليه بخالد بن قطن الحارثي فهزمه عبد الله ثم إنه خرج إلى المدائن وغلب على الماهين وهمذان وإصبهان والري وخرج إليه العبيد وتلاحق به الشذاذ ودخل فارس وجبى الأموال في سنة ثمانٍ وعشرين ومائة واتسع أمره واستعمل أخاه الحسن على الجبال وأخاه يزيد على فارس وقصده الناس من بني هاشمٍ وغيرهم وقدم يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري أميراً على العراق فوجه لحربه نباتة بن حنظلة الكلابي ثم وجه بابن ضبارة مع ابنه داود بن يزيد ومعه معن بن زائدة فانهزم عبد الله بن معاوية من إصطخر وقتل فيهم ابن ضبارة وأسر منهم خلقاً ومضى ابن معاوية إلى سمنان ثم إِلى خراسان ثم وصل هراة هو وأخوه الحسن ويزيد أخوه فأخذهم مالك أبي الهيثم وكان من قبل أبي مسلمٍ فكتب إليه بخبرهم فقال : إحبسهم إِلى أن يأتيك أمري ووجه إليهم بعينٍ فحبس معهم وكانوا يقولون ولا يدرون بمكان العين : أبو مسلمٍ كذاب فكتب العين إليه بذلك فجهز يطلبهم فحملوا إليه فأطلق الحسن ويزيد ابني معاوية وقتل عبد الله ابن معاوية أخاهم وقيل : بل مات سنة تسعٍ وعشرين ومائة . ورثاه أبو مالك الخزاعي فقال : من الطويل .
تغيرت الدنيا خلاف ابن جعفرٍ ... علي وولي طيبها وسرورها .
وكتب عبد الله بن معاوية إِلى أبي مسلمٍ الخراساني وهو في سجنه : من الأسٍير في يديك من غير ذنبٍ إليك ولا خلافٍ عليك ! .
أما بعد : فإنك مستودعٌ ودائع ومولىً صنائع وإن الودائع مرعيةٌ وإن الصنيعة عارية فاحذر القصاص واطلب الخلاص وأنبه للتفكر قلبك واتق الله ربك وآثر ما يلقاك غداً على ما لا يلقاك أبداً فإنك لاقٍ ما استلفت لا ما خلفت وفقك الله لما ينجيك وأوزعك شكر ما يوليك . ومن شعره : من الطويل .
رأيت فضيلاً كان شيئاً ملففا ... فكشفه التمحيص حتى بدا ليا .
فأنت أخي ما لم تكن لي حاجةٌ ... فإن عرضت أيقنت ألا أخاليا .
فلا زاد ما بيني وبينك بعدما ... بلوتك في الحاجات إلا تماديا .
ولست براءٍ عيب ذي الود كله ... ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا .
فعين الرضى عن كل عيبٍ كليلةٌ ... كما أن عين السخط تبدي المساويا .
المزني عبد الله بن مغفل المزني الصحابي المشهور . شهد بيعة الشجرة ونزل المدينة وتو في سنة ستين للهجرة وروى له الجماعة .
مخلص الدين الطوخي