عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أحمد أبو محمد الصيريفيني خطيب صريفين . قدم بغداد مراتٍ وحدث . وتوفي سنة تسعٍ وستين وأربعمائة .
؟ ابن اللبان عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام الإصبهاني أبو محمد بن اللبان . قال الخطيب : كان أحد أوعية العلم ولم أرَ أجود ولا أحسن قراءةً منه . توفي سنة ستٍ وأربعين وأربعمائة .
؟ ؟ الخفاجي الحلبي عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان أبو محمد الحلبي الخفاجي الشاعر . أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وأبي نصر المنازي . وتوفي بقلعة عزاز مسموماً سنة ست وستين وأربعمائة وحمل إلى قلعة حلب وصلى عليه الأمير محمود بن صالح وكان يرى رأي الشيعة الإمامية ويرى ذم السلف وكان قد عصى بقلعة عزاز من أعمال حلب وكان بينه وبين أبي نصر محمد بن الحسين ابن النحاس الوزير لمحمود وغيره مودةٌ مؤكدةٌ فأمر محمود أبا نصر أن يكتب إلى الخفاجي كتاباً يستعطفه ويؤنسه وقال : إنه لا يأمن إلا إليك ولا يثق إلا بك فكتب إليه كتاباً فلما فرغ منه وكتب إن شاء الله تعالى شدد النون من إن شاء الله فلما قرأه الخفاجي خرج من عزاز قاصداً حلب فلما كان على ظهر الطريق أعاد النظر في الكتاب فلما رأى التشديدة على النون أمسك رأس فرسه وفكر في نفسه وأن ابن النحاس لم يكتب هذا عبثاً فلاح له أنه أراد " إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك " فرجع إلى عزاز وكتب الجواب : أنا الخادم المعترف بالانعام وكسر الألف من أنا وشدد النون وفتحها فلما وقف أبو نصر على ذلك سر به وعلم أنه قصد : " إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها " وكتب الجواب يسنصوب رأيه فكتب الخفاجي إليه من البسيط : .
خف من أمنت ولا تركن إلى أحدٍ ... فما نصحتك إلا بعد تجريب .
إن كانت الترك فيهم غير وافيةٍ ... فما تزيد على غدر الأعاريب .
تمسكوا بوصايا اللؤم بينهم ... وكاد أن يدرسوها في المحاريب .
واستدعى محمود أبا نصر وقال : أنت أشرت علي بتولية هذا الرجل ولا أعرفه إلا منك ومتى لم تفرغ بالي منه قتلتك وألحقت بك من بينك وبينه حرمةٌ ! .
فقال له : مرني بأمر أمتثله ! .
قال : تمضي إليه وفي صحبتك ثلاثون فارساً فإذا قاربته عرفه بحضورك فإنه يلتقيك فإذا حضر وسألك النزول عنده والأكل معه فامتنع وقل له أني حلفتك أن لا تأكل زاده ولا تحضر مجلسه حتى يطيعك في الحضور عندي وطاوله في المخاطبة حتى تقارب الظهر ثم أدعِ أنك جعت وأخرج هاتين الخشكنانجين فكل أنت هذه وأطعمه هذه فإذا استوفى أكلها عجل الرجوع إلي فإن منيته فيها . ففعل ما أمره به ولما أكلها الخفاجي رجع أبو نصر إلى حلب ورجع الخفاجي عزاز ولما استقر بها وجد مغصاً شديداً ورعدةً مزعجةً ثم قال : قتلني والله أخي أبو النصر ! .
ثم أمر بالركوب خلفه ورده ففاتهم ووصل إلى حلب وأصبح من الغد عند محمود فجاءه من عزاز من أخبره أن الخفاجي في السياق ومات وحُمل إلى حلب . وللخفاجي من التصانيف كتاب سر الفصاحة كتاب الصرفة كتاب الحكم بين النظم والنثر - صغير كتاب عبارة المتكلمين في أصول الدين كتاب في رؤية الهلال كتاب حكم منثورة كتاب العروض مجدول . ومن شعره من الوافر .
وقالوا قد تغيرت الليالي ... وضيعت المنازل والحقوق .
فأقسم ما استجد الدهر خلقاً ... ولا عدوانه إلا عتيق .
أليس يرد عن فدكٍ عليٌ ... ويملك أكثر الدنيا عتيق .
ومنه : من الطويل .
بقيت وقد شطت بكم النوى ... وما كنت أخشى أنني بعدكم أبقى .
وعلمتموني كيف أصبر عنكم ... وأطلب من رق الغرام بكم عتقا .
فما قلت يوماً للبكاء عليكم ... رويداً ولا للشوق نحوكم رفقا .
وما الحب إلا أن أعد قبيحكم ... ألي جميلاً والقلى منكم عشقا .
ومنه : من الكامل .
هل تسمعون شكايةً من عاتب ... أو تقبلون إنابةً من تائب .
أم كلما يتلو الصديق عليكم ... في جانبٍ وقلوبكم في جانب .
أما الوشاة فقد أصابوا عندكم ... سوقاً تنفق كل قولٍ كاذب