لآبك أولى بملك والده ... وعمه إن حرب فإنهم نصح .
وهم خيار فاعمل بسنتهم ... واحي بخيرٍ واكدح كما كدحوا .
قال : فتبسم عبد الملك ولم يتكلم في ذلك بإقرارٍ ولا دفعٍ فعلم الناس أن رأيه في خلع أخيه عبد العزيز وبلغ ذلك عبد العزيز فقال : لقد أدخل نفسه ان النصرانية مدخلاً ضيقاً وأوردها مورداً خطراً ولله علي إن ظفرت به لأخضبن دمه بدمه ؟ ومن شعر نابغة بني شيبان من قصيدةٍ طويلة : من الرمل .
إمدح الكأس ومن أعملها ... واهج قوماً قتلونا بالعطش .
أنما الكأس ربيع باكرٌ ... فإذا ما غاب عنا لم نعش .
وكأن الشرب قومٌ موتوا ... من يقم منهم لأمرٍ يرتعش .
خرس الألسن عما نالهم ... بين مصروعٍ وصاحٍ منتعش .
من حميا فرقف حصيةٍ ... قهوةٍ حوليةٍ لم تمتجش .
ينفع المزكوم منها ريحها ... ثم تنفي دواه إن لم تنش .
كل من يشربها بألفها ... ينفق الاموال فيها كل هش .
عبد الله بن محمد .
ابن ابن الحنفية عبد الله بن محمد الحنفية أبو هاشم العلوي المدني . روى عن أبيه وعن صهرٍ له صحابي من الأنصار . كان صاحب الشيعة فأوصى إلى محمد ابن علي بن عبد الله بن عباس والد السفاح ودفع إليه كتاب الشيعة وصرف الشيعة إليه . وقال أتباع أبي هاشم هذا المعروفون بالهاشمية من جملة الشيعة بموت السيد محمد أبي أبي هاشم وانتقال الإمامة منه إلى ابنه أبي هاشم وأن أباه أطلعه على الأسرار ثم أختلفوا بعده على خمس فرقٍ فرقةٌ قالت : إنه مات بأرض الشراة وأوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس قالوا : وللعباس في الخلافة حقٌ لاتصال النسب فإن الرسول الله توفي وعمه العباس أولى بالوراثة وفرقةٌ قالت : إن أبا هاشم أوصى بالإمامة بعده إلى الحسن بن علي بن محمد ابن الحنفية وفرقةٌ قالت : إن أبا هاشم أوصى بالإمامة إلى أخيه عليٌّ إلى ابنه الحسن فالإمامة لا تخرج عندهم من بني الحنفية إلى فرقة غيرهم وفرقةٌ قالت : إن أبا هاشم أوصى إلى عبد الله بن عمرو بن حرب الكندي وإن روح أبي هاشم تحولت إلى عبد اله المذكور وكانوا يعتقدون في عبد الله علماً وديناً . فلما ادعى انتقال روح أبي هاشم إليه ووافقوه تبين لهم بعد ذلك عدم دينه وعلمه وتحققوا كذبه وخيانته وأعرضوا عنه وقالوا بإمامة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ! .
وكان عبد الله بن معاوية يقول بتناسخ الأرواح من شخصٍ إلى شخصٍ وادعى الإلهية والنبوة معاً فقال : إن روح الله جل جلاله حلت فيه وادعى علم الغيب . وتبعه جهالٌ أنكروا القيامة لاعتقادهم أن الثواب والعقاب يكون بالتناسخ في الدنيا وعنهم نشأت فرقة الخرمية . ثم إن أصحاب عبد الله بن معاوية اختلفت فيه فقال بعضهم : مات وتحولت روحه إلى إسحاق بن زيد بن الحارث الأنصاري - وتسمى هذه الفرقة الحارثية ؛ أباحوا المحرمات وأسقطوا التكاليف . قال ابن سعد : كان ثقةً قليل الحديث وقيل إن سليمان بن عبد الملك دس إليه من سمه في لبنٍ وذلك بالحميمة سنة ثمانٍ وتسعين للهجرة . وروى له الجماعة .
ابن أبي عتيق عبد الله بن محمد أبي عتيق عبد الرحمان بن أبي بكر الصديق والد محمد وقد تقدم ذكره في المحمدين . روى عن أم المؤمنين عائشة وابن عمر وتوفي في حدود العشرة ومائة وروى له البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة .
الهاشمي عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب المدني . روى له أبوداود والترمذي وابن ماجة وتوفي في حدود الخمسين ومائة .
دافن العلوي عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب . أمه خديجة بنت زين العابدين وكان لقبه دافن . قال بعض الحفاظ : صالح الحديث . وروى له أبو داود والنسائي وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومائة . روى عن أبيه وروى عنه ابنه عيسى وابن المبارك وابن أبي فديك والواقدي . وقال علي بن المديني : هو وسط .
سحبل