عبد الله بن عبد الرحمان بن عبد الله ينتهي إلى عقيل بن أبي طالب . هو الشيخ الإمام العلامة القاضي بهاء الدين أبو محمد بن أبي الفتح زين الدين ابن جلال الدين . مولده يوم الجمعة تاسوعاء سنة ثمان وتسعين وستمائة . أخذ القراآت السبع عن الشيخ تقي الدين الصائغ والعربية عن الشيخ علاء الدين القونوي وغالبهما في الكافية الشافية والمقرب وقرأ على الشيخ أثير الدين التسهيل لابن مالك جميعه في أربع سنين ثم قرأ عليه سيبويه في أربع سنين بحثاً بقراءته وبقراءة غيره ولم يكمل سيبويه على الشيخ المذكور إلا له وللشيخ جمال الدين يوسف بن عمر بن عوسجة العباسي بلداً . ثم إن بهاء الدين قرأ على الشيخ أثير الدين شرحه للتسهيل المسمى بالتكميل والتذييل بحثاً بقراءته غالباً وقراءة غيره ولم يكمل لغيره . وأما الفقه فقرأ فيه الحاوي على الشيخ علاء الدين القونوي ثم قرأ عليه شرحه للحاوي من أوله إلى باب الوكالة ولازمه كثيراً وبه تخرج وانتفع وأخذ عنه الأصولين والخلاف والمنطق والعروض والمعاني والبيان والتفسير قرأ في المنطق المطالع مراتٍ بحثاً وفي أصول الدين الطوالع وفي أصول الفقه مختصر ابن الحاجب مراتٍ قراءةً وسماعاً وانتخب من مختصر ابن الحاجب مسائل أمهاتٍ جاءت في تسعة عشر ورقةً وحفظها وقرأ عليه وسمع من التحصيل جملة كبيرة وقرأ عليه تلخيص المفتاح في المعاني والبيان وبحث عليه من الكشاف سورة البقرة وآل عمران وقرأ عليه عروض ابن الحاجب بحثاً وقرأ عليه مقدمة النسفي في الخلاف ولم تكمل له . ولازم الشيخ زين الدين الكتاني وقرأ عليه من الحاوي ولم يكمل له وبحث عليه في التحصيل . وقرأ على قاضي القضاة جلال الدين كتاب الإيضاح من أوله إلى آخره بحثاً والتلخيص سمعه قراءةً . وسمع على مشايخ عصره منهم الشيخ شرف الدين بن الصابوني وقاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة والحجار وست الوزراء وخلائق . وأملى على أولاد قاضي القضاة جلال الدين شرحاً على ألفية ابن مالك وأملى على التسهيل مثلاً وكتبها بخطه وكتب على التسهيل شرحاً خفيفاً سماه المساعد على تسهيل الفوائد يجيء في ثلاثة أسفارٍ ووصل فيه يومئذ إلى باب الحال وكتب في التفسير كتاباً سماه الذخيرة بدأ فيه إلى نصف حزبٍ في ثلاثين كراساً وصنف في الفقه مختصراً من الرافعي لم يفته شيءٌ من مسائله ولامن خلاف المذهب وضم إليه زوائد الروضة والتنبيه على ما خالف فيه محيي الدين النووي في أصل الروضة للشرح الكبير بزيادةٍ أو تصحيح وصل فيه يومئذٍ إلى كتاب الصلاة وشرع في كتاب مستقلٍّ سماه الجامع النفيس في مذهب الإمام محمد بن إدريس يجمع الخلاف العالي والمخصوص بمذهب الشافعي وتتبع ما لكل مذهبٍ من الصحابة فمن بعدهم من الأدلة كتاباً وسنة وأقوى قياسٍ في المسألة ثم الكلام على ما يتعلق بأحاديث تلك المسألة من تصحيحٍ وتخريج ثم ذكر ما تبدد في كتب المذهب من فروعها وذكر ما يتعلق بشيء من فوائد الأحاديث التي جرى ذكرها في المسألة والكلام على ما يقع في كتابي الفقيه نجم الدين ابن الرفعة وهما الكفاية والمطلب مما يحتاج إلى الكلام فيه وكذلك كلام النووي وغيره وهو يكون إذا كمل في أربعين سفراً وكتب منه يومئذ إلى باب المسح على الخفين ألف ورقة إلا أربعاً وعشرين ورقةً من القطع الكبير بلا هامش . وسمعت من لفظه ما حرره في أول باب المسح على الخفين . وجعل على الكتا ب المذكور ذيلاً على نمط كتاب تهذيب الأسماء واللغات يذكر فيه ترجمةً لكل من نقل عنه شيء من العلم في الكتاب المذكور ويستوفي الكلام على ما في الكتاب المذكور من اللغات وضبطها وعزمه أن يضمه إلى الكتاب المذكور ليكون في آخره ويعود كلاهما كتاباً واحداً . ولي تدريس الفقه بالجامع الناصري بقلعة الجبل وهو أول من تكلم به في العلم الشريف في سنة إحدى وثلاثين وولي بعده تدريس المدرسة القطبية الكبرى في بعض شهور سنة أربع وعشرين وسبعمائة وولي تدريس التفسير بالجامع الطولوني فكان شيخه أثير الدين في ربيع الأول سنة خمسٍ وأربعين وسبعائة وولي قضاء مصر في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة . وأجازني رواية ما يجوز له تسميعه متلفظاً بذلك في المدرسة القطبية الكبرى داخل القاهرة في ثامن عشرين شهر رمضان المعظم سنة خمس وأربعين وسبعمائة وأنشدني من لفظه لنفسه : من الكامل