عن أبي حاتم عن ابن قريب ... واليزيدي كل ما كان أملى .
وهو رهن يشكو لديك ويبكي ... ويغني قد آن لي أن أخلّى .
فتفضل به عليّ فإني ... لستُ إلا بمثله أتسلى .
وله أيضاً : من مجزوء الرمل .
بأبي أنت وقد طب ... ت لنا ضماً وشما .
ضاق فوك العذب والعي ... ن وشيءٌ لا يسلما .
أبو محمد المالكي عبد الله بن عبد الرحمان بن طلحة بن علي بن أحمد بن الحسين بن علي بن عمر المالكي أبو محمد الفقيه البصري . من أعيان الفقهاء المالكية وبيته مشهور بالدين والعلم . كان فاضلاً متديناً حسن الديانة . توفي تسعٍ وعشرين وستمائة . سمع وروى .
أمير مصر والإسكندرية عبد الله بن عبد الرحمان بن معاوية بن حديج بن جفنة الكندي التجيبي المصري الأمير . ولي الإسكندرية لهشام وولي مصر للمنصور . وتوفي سنة خمس وخمسين ومائة .
ابن الناصر الأموي عبد الله بن عبد الرحمان بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان ابن الحكم بن هشام بن عبد الرحمان بن معاوية الأموي المرواني . هو ابن الناصر أبي المطرف صاحب الأندلس وقد تقدمت ترجمة والده . وكان عبد الله فقيهاً شافعياً متنسكاً أديباً شاعراً سما إلى طلب الخلافة في مدة أبيه وبايعه قوم في الخفية على قتل والده وأخيه المستنصر ولي عهد أبيه فعرف أبوه بذلك فسجنه إلى أن أخرج يوم عيد الأضحى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة من الحبس وأحضره أبوه بين يديه وقال لخواصه : هذه أضحيتي في هذا العيد ثم اضجع له وذبحه وقال لأتباعه : ليذبح كلٌّ أضحيته فاقتسموا أصحاب ولده عبد الله المذكور وذبحوهم عن آخرهم . ومن حكاياته أن سعيد بن فرج الشاعر أهدى له ياسميناً أبيض واصفر وكتب معه : من الكامل .
مولاي قد أرسلت نحوك تحفةً ... بمرادما أبغيه منك تذكر .
من ياسمين كالنجوم تبرجت ... بيضاً وصفراً والسماح يعبر .
فعوضه عن ذلك ملء الطبق دنانير ودراهم وكتب له : من السريع .
أتاك تعبيري ولما يحل ... مني على أضغاث أحلام .
فاجعله رسماً دائماً قائماً ... منك ومني أول العام .
ومر مع أحد الفقهاء يوماً فأبصر غلاماً فتان الصورة فأعرض عنه وقال : من المنسرح .
أفدي الذي مرَّ بي فمال له ... لحظي ولكن ثنيته غصبا .
ما ذاك إلا مخاف منتقدٍ ... فالله يعفو ويغفر الذنبا .
قاضي حلب عبد الله بن عبد الرحمان بن عبد الله بن علوان بن رافع الأسدي أبو محمد الحلبي . اسمعه والده الحديث في صباه من أبي الفرج يحيى بن محمود ابن سعد الثقفي الإصبهاني ومن جماعة من الشيوخ الكبار والأئمة . وسمع هو بنفسه كثيراً وكتب بخطه وحصل بهمة وافرة وحفظ القرآن في صباه وتفقه للشافعي وصحب أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قاضي حلب وقرأ عليه المذهب والخلاف والجدل والأصولين وعني به عناية شديدة لما رأى من نجابته وفهمه واتخذ ولداً وصاهره واعتمد عليه في جميع أحواله . وصار معيداً لمدرسته وله نيف وعشرون سنة ثم ولي التدريس بعده ونبل مقداره عند الملوك والسلاطين وعلا جاهه وارتفع شأنه وترسل إلى ملوك الشام ومصر مرات وناب في القضاء بحلب وأرسل إلى دار الخلافة وتكلم مع الفقهاء بحضرة الوزير واستحسن الحاضرون كلامه . وكان لطيفاً ظريفاً بساماً حلو المنطق مقبول الصورة محباً إلى الناس . وتوفي سنة خمس وثلاثين وستمائة . ومن شعره وقد توجه إلى دمشق : من الطويل .
إلى الله أشكو ما لقيت من الأسى ... بحمص وقد أمسى الحبيب مودعاً .
وأودع في العين السهاد وفي الحشا الل ... هيب وفي القلب الجوى والتصدعا .
ولله أيام تقضت بقربه ... فيا طيبها لو دمت فيها ممتعا .
ولكنها عما قليلٍ تصرمت ... فأصحبت منبت السرور مفجعا .
وقد كان ظني أن عند قفولنا ... إلى حلبٍ ألقى من الهم مفزعا .
قلت : شعر نازل .
ابن الأنباري