عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن قصي القرشي الأسدي يكنى أبا بكرٍ . هو أول مولودٍ ولد في الإسلام بالمدينة . روى عن أبيه وأبي بكر وعمر وعثمان . شهد اليرموك وغزا القسطنطينية والمغرب وله مواقفٌ مشهودةٌ . وكان فارس قريشٍ في زمانه . بةيع بالخلافة سنة أربعٍ وستين وحكم على الحجاز واليمن ومصر والعراق وخراسان وأكثر الشام . وولد سنة اثنتين من الهجرة وتوفي رسول الله A وله ثمان سنين وأربعة أشهر . خرجت أسماء أمه حين هاجرت حبلى فنفست بعبد الله في قباء . قالت أسماء : ثم جاء بعد سبع سنين ليبايع رسول الله A أمره بذلك الزبير فتبسم رسول الله A حين رآه مقبلاً ثم بايعه . ولما قدم المهاجرون أقاموا لا يولد لهم فقالوا : سحرتنا يهود ! .
حتى كشرت في ذلك القالة فكان أول مولودٍ بعد الهجرة فكبر المسلمون تكبيرةً واحدةً حتى ارتجت المدينة وأمر النبي A فأذن في أذنيه بالصلاة . وكان عارضاه خفيفين فما اتصلت لحيته حتى بلغ ستين سنةً . وأتى النبي A وهو يحتجم فلما فرغ قال : يا عبد الله ! .
إذهب بهذا الدم فاهرقه حيث لا يراك أحد فلما برز عن رسول الله A عمد إلى الدم فشربه ! .
فلما رجع قال : ما صنعت بالدم ؟ قال : عمدت إلى أخفى موضعٍ علمت فجعلته فيه ! .
قال : لعلك شربته ؟ ! .
قال : نعم . قال : ولم شربت الدم ؟ ويلٌ للناس منك وويل لك من الناس . . وعن ابن أبزي عن عثمان أن ابن الزبير قال له حيث حصر : إن عندي نجائب أعددتها لك فهل لك أن تحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك ؟ قال : لا ! .
إني سمعت رسول الله A يقول : يلحد بمكة كبشٌ من قريش اسمه عبد الله عليه مثل نصف أوزار الناس ! .
رواه أحمد في مسنده . وعن إسحاق ابن أبي إسحاق قال : حضرت قتل ابن الزبير جعلت الجيوش تدخل عليه من أبواب المسجد فكلما دخل قوم من بابٍ حمل عليهم وحده حتى يخرجهم فبينا هو على تلك الحال إذا جاءته شرفةٌ من شرفات المسجد فوقعت على راسه فصرعته وهو يتمثل : من الرجز .
أسماء يا أسماء لا تبكيني ... لم يبق إلا حسبي وديني .
وصارم الثت به يميني