عبد الله بن أنيس الجهني ثم الأنصاري حليف بني سلمة . كان مهاجراً أنصارياً عقبياً وشهد أحداً وما بعدها . روى عنه أبو أمامة وجابر بن عبد الله وروى عنه من التابعين بشر بن سعيد وبنوه : عطية وعمرو وضمرة وعبد الله بنو عبد الله بن أنيسٍ . وهو الذي سأل رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم في ليلة القدر وقال : يا رسول الله ! .
إني شاسع الدار فمرني بليلةٍ أنزل فيها فقال : إنزل ليلة ثلاثٍ وعشرين ؛ وتعرف تلك الليلة بليلة الجهني - بالمدينة . وهو أحد الذين كسروا آلهة بني سلمة . توفي سنة أربع وخمسين . وروى له مسلم والأربعة . وقال : دعاني رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فقال : بلغني أن سفيان بن نبيح الهذلي جمع الناس ليغزوني وهو بعرنة فاقتله . قال : قلت : يا رسول الله ! .
إنعته لي حتى أعرفه قال : إذا رأيته ذكرك الشيطان وإذا رأيته وجدت له قشعريرة ! .
قال : فخرجت متوشحاً سيفي حتى دفعت إليه وهو في ظعائن له يرتاد لهن منزلاً وكان وقت العصر فلم رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله A من القشعريرة وخشيت أن تكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصلاة . فصليت وأنا أمشي وأومئ برأسي فلما انتهيت إليه قال : من الرجل ؟ قلت : رجلٌ من العرب سمع بك ويجمعك لهذا الرجل فجاء لذلك . فقال أجل ! .
أنا في ذلك ! .
فمشيت معه حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه منكباتٍ عليه فلما قدمت على رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قال : أفلح الوجه ! .
قلت : قتلته يا رسول الله ! .
قال : صدقت . ثم قام معي فدخل بي بيته وأعطاني عصاً فقال : أمسك هذه العصا عندك يا عبد الله ابن أنيس ! .
فخرجت بها على الناس فقالوا : ما هذه العصا ؟ قلت : أعطانيها رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم وأمرني أن أمسكها قالوا : أفلا ترجع إلى رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فتسأله لم ذلك ؟ قال : فرجعت إليه فقلت : يا رسول الله ! .
لم أعطيتني هذه العصا ؟ قال : آيةٌ بيني وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المتخصرون يومئذٍ . فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ثم دفنا جميعاً .
الخزاعي عبد الله بن أبي أوفى الخزاعي الأسلمي أحد من بايع بيعة الرضوان . قال : غزونا مع رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم سبع غزواتٍ نأكل الجراد . وهو أخر من مات من الصحابة بالكوفة وممن مات في عشر المائة أو تجاوزها . توفي سنة ستٍ وثمانين للهجرة وروى له الجماعة . وقيل توفي سنة ثمانٍ وثمانين وهو الأصح . واسم أبي أوفى علقمة بن خالد ويكنى أبا معاوية وقيل : أبا إبراهيم وقيل أبا محمد شهد الحديبية وخيبر ولم يزل بالمدينة إلى أن قبض رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ثم تحول إلى الكوفة . وكف بصره بأخرةٍ .
التيمي الشاعر عبد الله بن أيوب التيمي . مولاهم . كان شاعراً من شعراء الدولة العباسية من الوصافين للخمر . قال أبو العيناء : خرج كوثر خادم الأمين ليرى الحرب فأصابته رجمة في وجهه فجلس يبكي فوجه محمد بمن جاء به وجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول : من مجزوء الرمل .
ضربوا قرة عيني ... ومن اجلي ضربوه .
أخذ الله لقلبي ... من أناسٍ أحرقوه .
وأراد زيادةً في الأبيات فلم تواته فقال : من هاهنا من الشعراء ؟ فقيل : عبد الله بن أيوب التيمي ! .
فقال : علي به ! .
فلما دخل أنشده البيتين وقال : أجز ! .
فقال : من مجزوء الرمل .
ما لمن أهوى شيبه ... فبه الدنيا تتيه .
وصله حلوٌ ولكن ... هجره مرٌّ كريه .
مذ رأى الناس له الفضل ... عليهم حسدوه .
مثل ما قد حسد القا ... ئم بالملك أخوه .
فقال : أحسنت والله هذا خيرٌ مما أردناه يا عباسي ! .
أنظر فإن كان جاء على الظهر ملأت أحمال ظهره دراهم وإن كان جاء في زورق ملأته له دراهم ! .
فأوقرت له ثلاثة أبغالٍ دراهم .
ابن بري النحوي