عبد الله بن أحمد بن راشد بن شعيب بن جعفر بن يزيد أبو محمد القاضي يعرف بابن أخت وليد ويقال : ابن بنت وليد . ولي قضاء مصر في خلافة الراضي ثم عزل منها ثم وليها ثانياً من قبل الحسين بن موسى بن هارون قاضي مصر من قبل المستكفي بالله ثم ولي القضاء ثالثاً بمصر من قبل من المستكفي إلى أن صرف زمن المطيع ثم ولي قضاء دمشق من قبل الإخشيدية . ويقال إنه كان خياطاً وكان أبوه حائكاً ينسج المقانع . وكان سخيفاً خليعاً مذكوراً بالارتشاء وهجاه جماعةٌ من أهل مصر . وحدث عن أبي العباس محمد بن الحسين قتيبة العسقلاني وغيره وتوفي سنة تسعٍ وستين وثلاثمائة وله مصنفات .
الحافظ ابن شبويه عبد الله بن أحمد بن شبويه الحافظ المروزي توفي سنة ستٍ وخمسين ومائتين .
ابن ذكوان المقرئ عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان أبو عمرو وأبو محمد البهراني - مولاهم - الدمشقي إمام جامع دمشق ومقرئها . قرأ على أيوب بن تميم المقرئ . وروى عنه أبو داود وابن ماجه . قال أبو حاتم : صدوق . وقال أبو زرعة الدمشقي : لم يكن بالعراق ولا بالحجاز ولا بالشام ولا بمصر ولا بخراسان في زمان عبد الله بن ذكوان أقرأ عندي منه . توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين .
أمير المؤمنين القائم عبد الله بن أحمد أمير المؤمنين أبو جعفر القائم بأمر الله ابن القادر بالله . ولد في نصف ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وبويع بالخلافة بمدينة السلام يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة . وأمه أم ولدٍٍ اسمها بدر الدجى الأرمنية وقيل اسمها قطر الندى ؛ كذا سماها الخطيب . وكان أمره مستقيماً إلى أن خرج البساسيري عليه وقصته مشهورة . وتوفي القائم ليلة الخميس ثالث عشر شعبان ودفن في داره بالقصر الحسني سنة سبعٍ وستين وأربعمائة فكانت دولته خمساً وأربعين سنة وبويع بعده المقتدي . وكان القائم كثير الحلم والحياء فصيح اللسان أديباً خطيباً شاعراً تقلبت به الأحوال ورأى العجائب . وفي أيامه أنقرضت دولة الديلم من بغداد بعد طول مدتها وقامت دولة السلجوقية وكان آخرهم الملك الرحيم من ولد عضد الدولة دخل عليه بغداد طغرل بك السلجوقي وهو أو السلجوقية فقبض عليه وقيده فقال له الملك الرحيم : إرحمني أيها السلطان ! .
فقال له : لا يرحمك من نازعته في اسمه المختص به - يشير إلى الله تعالى - ! .
فبلغ ذلك القائم فقال : قد كنت نهيته عن هذا الاسم فأبى إلا لجاجاً أورده عاقبة سوء اختياره ! .
وخلصه طغرل بك من حبسه - أعني القائم بأمر الله - وأعاده إلى دار خلافتة ومشى بين يديه طغرل بك إلى إن وصل إلى عتبة باب النوبي فقبلها شكراً لله تعالى وصارت سنة بعده . ومن شعره : من البسيط .
يا أكرم الأكرمين العفوعن غرقٍ ... في السيئات له وردٌ وإصدار .
هانت عليه معاصيه التي عظمت ... علماً بأنك للعاصين غفار .
فامنن علي وسامحني وخذ بيدي ... يا من له العفو والجنات والنار .
ومنه : " من المتقارب " .
سهرنا على سنة العاشقين ... وقلنا لما يكره الله : نم ! .
وما خيفي من ظهور الورى ... إذا كان رب الورى قد علم .
ومنه : " من الكامل " .
قالوا : الرحيل ! .
فأنشبت أظفارها ... في خدها وقد اعتلقن خضابا .
فاخضر تحت بنانها فكأنما ... غرست بأرض بنفسج عنابا .
ومنه : " من الكامل " .
جمعت علي من الغرام عجائبٌ ... خلفن قلبي في إسارٍ موحش .
خلٌ يصد وعاذلٌ متنصحٌ ... ومعاندٌ يؤذي ونمامٌ يشي .
وباسم القائم بأمر الله أمير المؤمنين وضع الباخرزي كتاب دمية القصر وأمتدحه بقصيدته البائية المشهورة التي أولها : " من البسيط " .
عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا ... كل الشهور وفي الأمثال عش رجبا .
أليس من عجبٍ أني ضحى ارتحلوا ... أوقدت من ماء دمعي في الحشى لهبا .
وأن أجفان عيني أمطرت ورقاً ... وأن ساحة خدي أنبتت ذهبا .
أإن توقد برقٌ من جوانبهم ... توقد الشوق في جنبي والتهبا .
كأنما انشق عنه من معصفره ... قميص يوسف غشوه دماً كذبا .
منها : " من البسيط "