وكان هشام في إحدى عينيه نكتة بياض كما كان جد أبيه هشام بن عبد الملك . ثم اتفق لأبي المخشي المذكور أن مدح هشاماً ووفد عليه إلى مارة وهو يومئذ يتولى حربها لأبيه فلما مثل بين يديه قال : يا عاصم إن النساء اللاتي هجوتهن لمعاداة أولادهن وهتكت أستارهن قد دعون عليك فاستجاب الله لهن وبعث عليك مني من يدرك منك بثأرهن وينتقم لهن ثم أمر به فقطع لسانه ثم نبت بعد ذلك وتكلم به .
قال ابن ظافر في بدائع البدائه : كان مالك Bه فيمن قطع لسان رجل عمداً بقطع لسانه من غير انتظار ثم رجع لما انتهت إليه قصة أبي المخشي وأنه نبت لسانه بعد أن قطع بمقدار سنة فقال : قد ثبت عندي أن رجلاً بالأندلس نبت لسانه بعد أن قطع في نحو هذه المدة ؛ انتهى .
وكان أبو المخشي هذا يسكن بوادي شوش " وكان بينه وبين ابن هبيرة مهاجاة شديدة فاجتمعا يوماً للمناقضة فقال له ابن هبيرة وعيره بأن نسبه إلى النصرانية لأحل أن آباءه كانوا نصارى : .
أقلفتك التي قطعت بشوش ... دعتك إلى هجائي وانتقالي .
والانتقال : الشتم فقال أبو المخشي ارتجالاً : .
سألت وعند أمك من ختاني ... جواب كان يغني عن سؤالي .
فقطعه .
الأحول .
عاصم بن سليمان الحافظ أبو عبد الرحمن الأحول البصري قاضي المدائن ؛ روى عن عبد الله بن سرجس وأنس وأبي العالية ومعاذة العدوية وعكرمة وجماعة ؛ ولي حسبة الكوفة وقضاء المدائن وكان من أئمة العلم ؛ قال ابن معين : كان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عن عاصم يستضعفه وقد وثقه الناس واحتجوا به في صحاحهم ؛ وتوفي سنة إحدى وأربعين ومائة وروى له الجماعة .
الجحدري .
عاصم بن أبي الصباح الجحدري البصري المقرئ المفسر ؛ قرأ القرآن على سليمان بن قتة ونصر بن عاصم والحسن البصري . قال ابن معين : عاصم الجحدري هو صاحب القراءة ثقة روى عن عقبة بن ظبيان . قال الشيخ شمس الدين : قراءته شاذة وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائة .
السلولي .
عاصم بن ضمرة السلولي صاحب علي ؛ له عدة أحاديث عنه ؛ قال النسائي : ليس به بأس ولينه ابن عدي ووثقه جماعة وتوفي سنة أربع وسبعين للهجرة وروى له الأربعة .
البلوي .
عاصم بن عدي البلوي ؛ رده رسول الله A من بدر إلى مسجد الضرار لشيء بلغه عنهم وضرب له بسهم وأجر وطال عمره وتوفي سنة خمس وأربعين للهجرة وروى له النسائي .
الواسطي .
عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصدق ؛ روى عنه البخاري وروى الترمذي وابن ماجه عن رجل عنه وأحمد بن حنبل وابن عمه حنبل وأبو حاتم وغيرهم ؛ وقد حط عليه ابن معين وقال أبو حاتم : صدوق . وعن أحمد بن عيسى قال : أتاني آت في منامي فقال : عليك بمجلس عاصم بن علي فإنه غيظ لأهل الكفر وكان C ممن ذب عن الإسلام في المحنة ؛ وتوفي سنة إحدى وعشرين ومائتين .
ابن عمر الخطاب .
عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي أبو عمرو وأمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري أخت عاصم حمي الدبر المذكور نفاً وقيل إن أمه جميلة بنت عاصم والأول أكثر وكان اسمها عاصية فغيره رسول الله A ؛ ولد عاصم بن عمر قبل وفاة رسول الله A بسنتين وخاصمت فيه أمه أباه عملا بن الخطاب وعمره أربع سنين وكان عاصم بن عمر طويلاً يقال إنه كان في ذراعه طول ذراع ونصف شبر وكان خيراً فاضلاً ومات سنة سبعين قبل موت أخيه عبد الله بنحو أربع سنين ورثاه عبد الله بن عمر فقال : .
وليت المنايا كن خلفن عاصماً ... فعشنا جميعاً أو ذهبن بنا معا .
وكان عاصم شاعراً وكان بينه وبين رجل ذات يوم شيء فقام وهو يقول : .
قضى ما قضى فيما مضى ثم لا ترى ... له صبوة فيما بقي آخر الدهر .
وعاصم هذا جد عمر بن عبد العزيز أبو أمه ؛ وروى له الجماعة سوى ابن ماجه وتزوجت أمه جميلة بعد عمر يزيد بن حارثة الأنصاري فولدت له عبد الرحمن .
المفضل المدني .
عاصم بن عمر بن قتادة الظفري المدني ؛ روى عن جابر بن عبد الله ومحمود ابن لبيد وجدته رميثة - ولها صحبة - وأنس بن مالك وكان ثقة عارفاً بالمغازي واسع العلم وثقه أبو زرعة والنسائي وتوفي سنة عشرين ومائة وروى له الجماعة .
الجرمي