عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح قيس بن عصمة بن النعمان أبو سليمان الأنصاري ؛ شهد بدراً وهو حمي الدبر والدب ذكور النحل قتله بنو لحيان من هذيل لأن رسول الله A بعث سرية عيناً له وأمر عليهم عاصماً وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه وانطلقوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة نزولاً ذكروا لحي من هذيل فتبعوهم في قريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى لحقوهم فلما رآهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا : لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا لا نقتل رجلاً منكم فقال عاصم : أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر اللهم فأخبر عنا رسولك فرموهم حتى قتلوا عاصماً في سبعة نفر وبقي خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة ورجل آخر فأعطوهم العهد والميثاق أنى ينزلوا إليهم فلما استمكنوا منهم أخذوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث الذي كان معهم : هذا أوان الغدر فأبى أن يصحبهم فجروه فأبى أن يتبعهم وقال : إن لي في هؤلاء أسوة فضربوا عنقه وانطلقوا بخبيب وزيد فباعوهما بمكة ؛ وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده ليعرفوه وكان قتل أخا سلافة بنت سعد يوم بدر وكانت نذرت أن تشرب الخمر في قحف دماغه فيعث الله عليه مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا على شيء منه فلما أعجزهم قالوا : إن الدبر ستذهب إذا جاء الليل فما جاء الليل حتى بعث الله مطراً جاء بسيل فحمله فلم يوجد وكان قتل كثيراً منهم فأرادوا رأسه فحال الله بينهم وبينه . ومن ولده الأحوص الشاعر . وقنت رسول الله A شهراً يلعن رعلاً وذكوان وبني لحيان ؛ وقال حسان بن ثابت الأنصاري : .
لعمري لقد شانت هذيل بن مدرك ... أحاديث كانت في خبيب وعاصم .
أحاديث لحيان صلوا بقبيحها ... ولحيان ركابو أشر الجرائم .
في أبيات كثيرة مذكورة في المغازي .
العاصمي الرصاص .
عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم بن مهران بن أبي المضاء أبو الحسين العاصمي العطار البغدادي المعروف بابن عاصم الرصاص ؛ سمع الكثير من عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي وأبي الحسين محمد بن أحمد بن المتيم الواعظ وأبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار وغيرهم وكتب بخطه أكثر مسموعاته ؛ قال محب الدين ابن النجار : وحدث بالكثير على سداد واستقامة وسمع منه الأئمة والكبار وروى عنه الخطيب في كتاب المختلف والمؤتلف وكان صدوقاً عفيفاً متديناً مع ظرف كان فيه ولطف وله شعر سلس رقيق في الغزل وصفة الخمر ولم تعرف له فترة ولا اشتغال بشيء من ذلك وتوفي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة وأورد له قوله : .
بنفس من شكوت لفرط وجدي ... خضوعي في محبته وذلي .
فزار مسلماً فشفى فؤادي ... وأنعم بعد هجراني بوصلي .
فبت أشم وردة وجنتيه ... وأشرب خمر فيه بغير نقل .
وقوله : .
أقول وقد رأيت الليل ألقى ... على الآفاق من طول ظلامه .
أظن الصبح مات فليس يرجى ... بأن يحيا إلى يوم القيامه .
وقوله : .
وحرم غمضي والحجيج على منى ... غزال رأيناه بمكة محرما .
رمى وهو يسعى بالجمار وإنما ... رمى جمرة القلب المعذب إذ رمى .
ولما تفرقنا بمنعرج اللوى ... وأنجدت لا أرجو لقاء وأتهما .
بكيت على وادي الأراك وماؤه ... معين فصار الماء من عبرتي دما .
قلت : شعر متوسط .
السكوني .
عاصم بن حميد السكوني الحمصي ؛ روى عن عمر ومعاذ وعائشة وتوفي في حدود التسعين للهجرة روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه .
أبو المخشي .
عاصم بن زيد بن يحيى بن حنظلة بن علقمة بن عبدي بن زيد بن عدي العبادي أبو المخشي شاعر الأندلس في زمانه ؛ كان خبيث اللسان كثير الهجاء وهو الذي قطع هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان لسانه لأنه عرض به في قصيدة مدح بها أخاه أيوب المعروف بالشامي وكان بين الأخوين تباعد مفرط والبيت الذي عرض به فيه قوله : .
وليس كمن إذا ما سيل عرفاً ... يقلب مقلة في اعورار